____________________
اهتدوا زادهم هدى» (1). وفي نسخة «زودني» من الزاد، وهو ما يعد للسفر من الطعام، أي اجعل لي من هداك زادا، وهو إما استعارة تبعية أو مكنية، ولك جعلها تمثيلية كما مر بيانه غير مرة.
والهدى: مصدر كالسرى، قالوا: واضطرب كلام سيبويه فيه فتارة يقول: هو عوض من المصدر، لأن فعلا - بضم الفاء وفتح العين - لا يكون مصدرا، وأخرى يقول: هو مصدر هدى وقال أيضا: قلما يكون ما ضم أوله من المصادر إلا منقوصا، لأن فعلا لا يكاد يرى مصدرا من غير بنات الواو والياء، فدل على أنه مصدر كالبكى والسري.
وفسر الهدى بالدلالة مطلقا. وقيل: بل بشرط كونها موصلة للمطلوب، بدليل وقوعه في مقابلة الضلالة في قوله تعالى: «أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى» (2) وقوله تعالى: «لعلى هدى أو في ضلال مبين» (3). ولا شك أن عدم الوصول معتبر في مفهوم الضلالة، فلو لم يعتبر الوصول في مفهوم الهدى لم يتقابل الجواز الجمع بينهما.
وأجيب: بأن المذكور في مقابلة الضلالة هو الهدى اللازم بمعنى الاهتداء إما مجازا أو اشتراكا وفي الصحاح: هدى واهتدى بمعنى (4). وكلامنا في المتعدي، ويقابله الإضلال. ولا استدلال به، إذ ربما يفسر بالدلالة على ما لا يوصل لا بجعله ضالا، أي غير واصل. وعلى كل تقدير فالمراد بالهدى في عبارة الدعاء هو الموصل إلى المطلوب، فإن الهدى على مراتب.
قال الراغب: هداية الله تعالى للإنسان في الدنيا على مراتب بعضها مترتب على بعض، لا تحصل المرتبة الثانية إلا بعد الأولى، ولا الثانية إلا بعد الثالثة.
فالأولى: إعطاؤه العبد القوى التي بها يهتدي إلى مصالحه، إما تسخيرا وإما
والهدى: مصدر كالسرى، قالوا: واضطرب كلام سيبويه فيه فتارة يقول: هو عوض من المصدر، لأن فعلا - بضم الفاء وفتح العين - لا يكون مصدرا، وأخرى يقول: هو مصدر هدى وقال أيضا: قلما يكون ما ضم أوله من المصادر إلا منقوصا، لأن فعلا لا يكاد يرى مصدرا من غير بنات الواو والياء، فدل على أنه مصدر كالبكى والسري.
وفسر الهدى بالدلالة مطلقا. وقيل: بل بشرط كونها موصلة للمطلوب، بدليل وقوعه في مقابلة الضلالة في قوله تعالى: «أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى» (2) وقوله تعالى: «لعلى هدى أو في ضلال مبين» (3). ولا شك أن عدم الوصول معتبر في مفهوم الضلالة، فلو لم يعتبر الوصول في مفهوم الهدى لم يتقابل الجواز الجمع بينهما.
وأجيب: بأن المذكور في مقابلة الضلالة هو الهدى اللازم بمعنى الاهتداء إما مجازا أو اشتراكا وفي الصحاح: هدى واهتدى بمعنى (4). وكلامنا في المتعدي، ويقابله الإضلال. ولا استدلال به، إذ ربما يفسر بالدلالة على ما لا يوصل لا بجعله ضالا، أي غير واصل. وعلى كل تقدير فالمراد بالهدى في عبارة الدعاء هو الموصل إلى المطلوب، فإن الهدى على مراتب.
قال الراغب: هداية الله تعالى للإنسان في الدنيا على مراتب بعضها مترتب على بعض، لا تحصل المرتبة الثانية إلا بعد الأولى، ولا الثانية إلا بعد الثالثة.
فالأولى: إعطاؤه العبد القوى التي بها يهتدي إلى مصالحه، إما تسخيرا وإما