رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٩١
فصل على محمد وآله، ومتعنا بثروة لا تنفد، وأيدنا بعز لا يفقد، وأسرحنا في ملك الأبد، إنك الواحد الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفوا أحد.
____________________
«الفاء» فصيحة لصلاحية تقدير إذا الشرطية قبلها، أي إذا كان الأمر هكذا فصل على محمد وآله.
ومتعنا: أي أعطنا ثروة لا تنفد ننتفع بها. يقال: متعته بكذا تمتيعا، وأمتعته به إمتاعا: أعطيته إياه لينتفع به. ومنه المتاع، وهو كل ما ينتفع به من طعام وأثاث.
ونفذ الشيء ينفذ من باب تعب نفاذا: فنى وانقطع.
والأيد: القوة الشديدة. وأيدته تأييدا: قويته، ومنه قوله تعالى: «أيدتك بروح القدس» (1).
والفقد: عدم الشيء بعد وجوده، فهو أخص من العدم، لأن العدم يقال فيه وفيما لا يوجد.
وسرحت الإبل سرحا وسروحا - من باب نفع -: رعت بنفسها، وسرحتها سرحا أيضا: أرسلتها للرعي، وهو من الأفعال اللازمة والمتعدية. وسرحتها - بالتثقيل - مبالغة وتكثيرا. وأما أسرحتها بالهمز فلم. أقف عليه في شيء من كتب اللغة، فما وقع في نسخة ابن إدريس من ضبط قوله عليه السلام: «وأسرحنا» بقطع الألف ينبغي تحريره.
والمراد بالسرح هنا التخلية، وعدم المنع كما تسرح الماشية في المرعى، وهو استعارة تبعية أو مكنية.
والملك: السلطنة والعز والعظمة.
والأبد: الدهر الطويل الذي ليس بمحدود. وقيل: هو استمرار الوجود في أزمنة

(1) سورة المائدة: الآية 110.
(١٩١)
مفاتيح البحث: سورة المائدة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 191 192 193 194 195 197 ... » »»
الفهرست