____________________
منه (1).
الثاني: أن البعيد منها مكانا لا يمنعه بعده من إصابة حرها وعذابها، بل هو قريب بالنسبة إليها، كما روي: لو أن رجلا كان بالمشرق، وجهنم بالمغرب، ثم كشف عن غطاء منها لغلت جمجمته (2).
وفي رواية: لو كان أحدكم بالمشرق، وكانت النار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغ أحدكم من منخريه من شدة حرها (3).
الثالث: أن يكون تلميحا إلى قوله تعالى في العنكبوت: يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (4)، أي محيطة بهم الآن، تنزيلا لشيء سيقع قريبا منزلة الواقع.
وقيل: هو على حقيقته من معنى الحال، فإن مبادئ إحاطة النار بهم من الكفر والمعاصي المتشكلة في هذه النشأة بصورة الأعمال والأخلاق، هي بعينها جهنم التي ستظهر في النشأة الأخروية بصورة النار وعقاربها وحياتها، كما نص عليه كثير من أرباب العرفان.
وكون بعيدها قريبا على هذين القولين ظاهر، لا خفاء به. والله أعلم بمقاصد أوليائه.
الأكل حقيقة: بلغ الطعام بعد مضغه، ثم استعير للإحراق في النار.
قال الزمخشري في الأساس: ومن المجاز أكلت النار الحطب. واتكلت النار اشتد التهابها، كأنما يأكل بعضها بعضا (5). انتهى.
الثاني: أن البعيد منها مكانا لا يمنعه بعده من إصابة حرها وعذابها، بل هو قريب بالنسبة إليها، كما روي: لو أن رجلا كان بالمشرق، وجهنم بالمغرب، ثم كشف عن غطاء منها لغلت جمجمته (2).
وفي رواية: لو كان أحدكم بالمشرق، وكانت النار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغ أحدكم من منخريه من شدة حرها (3).
الثالث: أن يكون تلميحا إلى قوله تعالى في العنكبوت: يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (4)، أي محيطة بهم الآن، تنزيلا لشيء سيقع قريبا منزلة الواقع.
وقيل: هو على حقيقته من معنى الحال، فإن مبادئ إحاطة النار بهم من الكفر والمعاصي المتشكلة في هذه النشأة بصورة الأعمال والأخلاق، هي بعينها جهنم التي ستظهر في النشأة الأخروية بصورة النار وعقاربها وحياتها، كما نص عليه كثير من أرباب العرفان.
وكون بعيدها قريبا على هذين القولين ظاهر، لا خفاء به. والله أعلم بمقاصد أوليائه.
الأكل حقيقة: بلغ الطعام بعد مضغه، ثم استعير للإحراق في النار.
قال الزمخشري في الأساس: ومن المجاز أكلت النار الحطب. واتكلت النار اشتد التهابها، كأنما يأكل بعضها بعضا (5). انتهى.