____________________
والمراد بالكراهة والاستصعاب المذكورين: كراهة الطباع واستصعابها لا على وجه السخط، فقد يكون الشيء مكروها صعبا عند الإنسان في طبعه، ومن حيث تنفر نفسه عنه، ويشق عليها، وإن كان يريده. لأن الله تعالى أمر به، كالصوم في الصيف، والإحرام في الشتاء. فسؤاله عليه السلام تحبيب ذلك، وتسهيله: جعله ملائما للطبع، مقبولا عند النفس، غير شاق عليها، لتزول الكراهة والاستصعاب، بمقتضى الطبع.
و «حتى» مرادفة ل «كي» التعليلية، أي «كي لا نحب تأخير ما عجلت» إلى آخره، وذلك أن علمه تعالى فعلي، يعلم الأسباب وما يترتب عليها. والحوادث وما نشأت هي منها، فهو محيط بالمبادئ والغايات، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض والسماوات، فما يعجله وما يؤخره، وما يحبه وما يكرهه لا يكون إلا عن مصلحة وحكمة، فهو لا يختار للعبد إلا ما فيه خيره وصلاحه.
وأما علم البشر فهو انفعالي، فربما عكس التصورات فظن المبادئ غايات، وبالعكس، والمصالح مفاسد، وبالضد. فيجب على العبد أن يتصور قصور نفسه، وكمال علم ربه تعالى، فيتحقق ويتيقن ان كل ما اختاره له هو عين مصلحته، فيلزم نفسه قبوله، والتسليم له، وإن كرهه طبعه، ونفرت عنه نفسه، فزع إليه - سبحانه - بالدعاء في جعل إرادته موافقة لإرادته سبحانه، كما فعل سيد العابدين عليه السلام، ليخلص من المخالفة طبعا واعتقادا، وقد بين سبحانه وتعالى هذا المعنى أوضح بيان بقوله: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (1).
والمحبة من العبد: ميل نفسه إلى ما تتصور كونه موافقا وملائما لها.
ومن الله تعالى: إرادة هي مبدأ فعل ما، وتعود إلى علمه باشتمال الفعل على
و «حتى» مرادفة ل «كي» التعليلية، أي «كي لا نحب تأخير ما عجلت» إلى آخره، وذلك أن علمه تعالى فعلي، يعلم الأسباب وما يترتب عليها. والحوادث وما نشأت هي منها، فهو محيط بالمبادئ والغايات، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض والسماوات، فما يعجله وما يؤخره، وما يحبه وما يكرهه لا يكون إلا عن مصلحة وحكمة، فهو لا يختار للعبد إلا ما فيه خيره وصلاحه.
وأما علم البشر فهو انفعالي، فربما عكس التصورات فظن المبادئ غايات، وبالعكس، والمصالح مفاسد، وبالضد. فيجب على العبد أن يتصور قصور نفسه، وكمال علم ربه تعالى، فيتحقق ويتيقن ان كل ما اختاره له هو عين مصلحته، فيلزم نفسه قبوله، والتسليم له، وإن كرهه طبعه، ونفرت عنه نفسه، فزع إليه - سبحانه - بالدعاء في جعل إرادته موافقة لإرادته سبحانه، كما فعل سيد العابدين عليه السلام، ليخلص من المخالفة طبعا واعتقادا، وقد بين سبحانه وتعالى هذا المعنى أوضح بيان بقوله: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (1).
والمحبة من العبد: ميل نفسه إلى ما تتصور كونه موافقا وملائما لها.
ومن الله تعالى: إرادة هي مبدأ فعل ما، وتعود إلى علمه باشتمال الفعل على