____________________
والدليل على ذلك: أن إبليس مكلف، والمكلف لا يجوز أن يعلم أجله لما فيه من الإغراء بالقبيح، لأنه إذا علم أجله أقدم على المعصية بقلب فارغ حتى إذا قرب أجله تاب فتقبل توبته.
وأجيب: بأن من علم الله تعالى من حاله أنه يموت على الطهارة والعصمة كالأنبياء، أو على الكفر والمعصية كإبليس، فإن إعلامه بوقت أجله لا يكون إغراء على القبيح، لأنه لا يتفاوت حاله بسبب ذلك التعريف والإعلام.
الثالث: قالت الأشاعرة: في إنظار إبليس وإمهاله دلالة على أنه لا يجب على الله سبحانه رعاية مصالح العبد في دينه ولا في دنياه، وإلا لم يمهل إبليس حين استمهله مع علمه بالمفاسد والغوائل المترتبة على ذلك. ومما يؤيد ذلك أنه بعث الأنبياء دعاء للخلق إلى الحق، وعلم من حال إبليس أنه لا يدعو إلا إلى الكفر والضلال. ثم أنه أمات الأنبياء وأبقى إبليس، ومن كان يريد مصالح العباد امتنع منه أن يفعل ذلك.
وهذه الشبهة هي الشبهة السابعة من شبهات إبليس اللعين التي ذكرناها في الروضة السابعة عشرة، وقد تقدم الجواب عنها هناك.
وأجابت المعتزلة عن ذلك: بأن الله تعالى خلق آدم وذريته قادرين على دفع إبليس عن أنفسهم، فهم الذين اختاروا الكفر والفساد. أقصى ما في الباب أن يقال: إن الاحتراز عن القبيح حال عدم إبليس أسهل منه حال وجوده، إلا أن على هذا التقدير تصير وسوسته سببا لزيادة المشقة في أداء الطاعات فيزداد المكلف بتكلفها ثوابا، كما قال عليه السلام «أفضل الأعمال أحمزها» (1)، أي أشقها.
وذلك لا يمنع الحكيم من فعله، كما أن إنزال المشاق والآلام، وإنزال المتشابهات صار سببا لزيادة الشبهات، ومع ذلك لم يمتنع فعلها من الله تعالى.
وأجيب: بأن من علم الله تعالى من حاله أنه يموت على الطهارة والعصمة كالأنبياء، أو على الكفر والمعصية كإبليس، فإن إعلامه بوقت أجله لا يكون إغراء على القبيح، لأنه لا يتفاوت حاله بسبب ذلك التعريف والإعلام.
الثالث: قالت الأشاعرة: في إنظار إبليس وإمهاله دلالة على أنه لا يجب على الله سبحانه رعاية مصالح العبد في دينه ولا في دنياه، وإلا لم يمهل إبليس حين استمهله مع علمه بالمفاسد والغوائل المترتبة على ذلك. ومما يؤيد ذلك أنه بعث الأنبياء دعاء للخلق إلى الحق، وعلم من حال إبليس أنه لا يدعو إلا إلى الكفر والضلال. ثم أنه أمات الأنبياء وأبقى إبليس، ومن كان يريد مصالح العباد امتنع منه أن يفعل ذلك.
وهذه الشبهة هي الشبهة السابعة من شبهات إبليس اللعين التي ذكرناها في الروضة السابعة عشرة، وقد تقدم الجواب عنها هناك.
وأجابت المعتزلة عن ذلك: بأن الله تعالى خلق آدم وذريته قادرين على دفع إبليس عن أنفسهم، فهم الذين اختاروا الكفر والفساد. أقصى ما في الباب أن يقال: إن الاحتراز عن القبيح حال عدم إبليس أسهل منه حال وجوده، إلا أن على هذا التقدير تصير وسوسته سببا لزيادة المشقة في أداء الطاعات فيزداد المكلف بتكلفها ثوابا، كما قال عليه السلام «أفضل الأعمال أحمزها» (1)، أي أشقها.
وذلك لا يمنع الحكيم من فعله، كما أن إنزال المشاق والآلام، وإنزال المتشابهات صار سببا لزيادة الشبهات، ومع ذلك لم يمتنع فعلها من الله تعالى.