رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٣
ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك، وذلك أن سنتك الإفضال، وعادتك الإحسان، وسبيلك العفو.
____________________
إذ كل موجود سواه فهو في تصريف قدرته ومشيئته قبل وجوده وبعده، لأنهما مستند وجوده.
وأعددت الشيء إعدادا: هيأته.
وأفاض في الأمر إفاضة: دخل فيه.
ومضمون هذه الفقرة تقرير لما قبلها، لأن إعداده سبحانه ثوابهم قبل إفاضتهم في طاعته قاض، بأن قضاءه قد جرى بتوفيقهم للدخول في الطاعة قبل دخولهم فيها، وبأن لطفه قد أخذ بعنان مشيئتهم إليها، وأقام جواد إرادتهم عليها، وإلا لم يكن لإعداد الثواب فائدة.
والواو من قوله: «وذلك» استئنافية. والإشارة إلى ما ذكر من شكره تعالى ليسير الشكر، والإثابة على قليل الطاعة على وجه الإيجاب، مع أن وقوعهما من الشاكر والمطيع إنما هو بإقداره ولطفه وتوفيقه سبحانه. وما في اسم الإشارة من معنى البعد للإيذان بكون ذلك في الغاية القصوى من العظم والجلالة.
وهو مبتدأ خبره قوله: «أن سنتك الإفضال» أي لأن سنتك أو بأن سنتك الإفضال، والتقدير: وذلك واقع لأجل أن سنتك الإفضال، أو بسبب أن سنتك الإفضال. وحذف الجار مطرد مع «أن وأن» المصدريتين.
والسنة: الطريقة التي يسلكها الحي في أفعاله، والسيرة التي يكون عليها.
والإفضال: مصدر أفضل عليه، إذا أعطاه ما لا يلزمه أن يعطيه.
والعادة: اسم لتكرير الفعل من عاد يعود.
والإحسان: مصدر أحسن، أي فعل الحسن، فإن كان الفعل متعديا إلى الغير، قيل: أحسن إليه، وإن كان لازما بالفاعل، قيل: أحسن.
والسبيل: الطريق الذي فيه سهولة، ويستعار لسيرة الحي التي يكون عليها في أفعاله.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست