____________________
واعلم أن المراد بتحسين الصوت، وترجيعه والتغني به في القرآن هو تجويد اللفظ، وتقويم الحروف، وحسن الأداء، وتلطيف النطق بالحرف على حال صيغته وكمال هيئته، من غير إسراف ولا تعسف، ولا إفراط ولا تكلف، ولا تمطيط له كما يفعله أهل الفسق وأرباب الألحان الموسيقية، فإن ذلك حرام يفسق به القارئ، ويأثم المستمع بإجماع المحققين من الفريقين، ولا رخصة فيه بوجه، كما نص عليه قوله عليه السلام: «وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر» (1) الحديث المتقدم ذكره، ومن ظن، أو اعتقد غير ذلك فليتهم فهمه.
قال خاتمة القراء شمس الدين بن الجزري: جرت سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن متجودا مصححا أن تلتذ الأسماع بتلاوته، وتخشع القلوب عند قراءته، حتى يكاد أن يسلب العقول، ويأخذ بالألباب، بسر من أسرار الله يودعه من يشاء من خلقه. ولقد أدركنا من شيوخنا من ليس له حسن صوت، ولا درية له بالألحان، إلا أنه كان جيد الأداء، قيما بالألفاظ فكان إذا قرأ أطرب المسامع، وأخذ من القلوب بالمجامع، وكان الخلق يجتمعون عليه، ويزدحمون على الاستماع إليه أمم من الخواص والعوام، يشترك في ذلك من يعرف العربي، ومن لا يعرفه من سائر الأنام، مع تركهم جماعات من ذوي الأصوات الحسان، عارفين بالمقامات والألحان، لخروجهم عن التجويد والإتقان، وأخبرني جماعة من شيوخي وغيرهم أخبارا بلغ التواتر عن شيخهم الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ المصري، وكان أستاذا في حسن الأداء، وتجويد القراءة أنه قرأ يوما في صلاة الصبح «وتفقد الطير فقال ما لي ما أرى الهدهد» (2) الآية، وكرر هذه الآية فنزل طائر فوقع على رأس الشيخ يستمع قراءته حتى أكملها، فنظروا إليه، فإذا هو هدهد (3). انتهى.
قال خاتمة القراء شمس الدين بن الجزري: جرت سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن متجودا مصححا أن تلتذ الأسماع بتلاوته، وتخشع القلوب عند قراءته، حتى يكاد أن يسلب العقول، ويأخذ بالألباب، بسر من أسرار الله يودعه من يشاء من خلقه. ولقد أدركنا من شيوخنا من ليس له حسن صوت، ولا درية له بالألحان، إلا أنه كان جيد الأداء، قيما بالألفاظ فكان إذا قرأ أطرب المسامع، وأخذ من القلوب بالمجامع، وكان الخلق يجتمعون عليه، ويزدحمون على الاستماع إليه أمم من الخواص والعوام، يشترك في ذلك من يعرف العربي، ومن لا يعرفه من سائر الأنام، مع تركهم جماعات من ذوي الأصوات الحسان، عارفين بالمقامات والألحان، لخروجهم عن التجويد والإتقان، وأخبرني جماعة من شيوخي وغيرهم أخبارا بلغ التواتر عن شيخهم الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ المصري، وكان أستاذا في حسن الأداء، وتجويد القراءة أنه قرأ يوما في صلاة الصبح «وتفقد الطير فقال ما لي ما أرى الهدهد» (2) الآية، وكرر هذه الآية فنزل طائر فوقع على رأس الشيخ يستمع قراءته حتى أكملها، فنظروا إليه، فإذا هو هدهد (3). انتهى.