رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٦٤
كم نهي لك قد أتيناه، وأمر قد وقفتنا عليه فتعديناه، وسيئة اكتسبناها، وخطيئة ارتكبناها، كنت المطلع عليها دون الناظرين، والقادر على إعلانها فوق القادرين، كانت عافيتك لنا حجابا دون أبصارهم، وردما دون أسماعهم.
____________________
فصار مغمورا بالذنوب. وعلى الزيادة أخرى، فقال: معناه أنه أخفى الذنوب، ولم يرد أن يطلع عليها أحد، وكل ذلك خبط ظاهر.
والمساوي: النقائص والمعائب.
قال أبو الفضل الميداني في مجمع الأمثال: قال اللحياني: لا واحد للمساوي.
ومثلها المحاسن والمقاليد (1)، وكذا في فقه اللغة للثعالبي (2).
ودللت على الشيء وإليه، من باب - قتل - دلالة: أو صلت إلى معرفته، وكشفت أمره.
وفك الإدغام في المضاعف المجزوم لغة الحجاز، والإدغام لغة أهل نجد، وكل فصيح، غير أن الأولى هي التي جاء بها التنزيل، قال تعالى: «ولو لم تمسسه نار» (3).
«كم» في محل رفع على الابتداء، وهي هنا خبرية بمعنى كثير، والمراد بها التكثير. و «نهي» مميز لها مجرور بإضافتها إليه.
وذهب الفراء: إلى أن جره ب‍ «من» مقدرة، وعمل الجار المقدر، وإن كان في غير هذا الموضع نادرا، إلا أنه لما كثر دخول من على مميزكم الخبرية نحو: «وكم من

(1) مجمع الأمثال للميداني: ج 1 ص 238 رقم 1259.
(2) فقه اللغة: ص 332 و 333.
(3) سورة النور: الآية 35.
(١٦٤)
مفاتيح البحث: النهي (1)، سورة النور (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست