رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٣١١

____________________
آخرها. يقال: وصله وصلا وصلة - من باب وعد -. وأصله من اتصال الأشياء بعضها ببعض، ثم استعمل في العطاء، فقيل: وصله بألف دينار، أي أعطاه.
وسموا العطية صلة، وضعا للمصدر موضع الاسم، وعليه عبارة الدعاء، أي أشرف عطايا المتقربين.
وتقرب إلى الله بكذا: طلب قربه تعالى بسببه وهو قرب روحاني لا بدني.
ومنه الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبد بمثل أداء الفرائض (1).
وعوضه تعويضا: أعطاه عوض ما أخذ منه.
أي اجعل عفوك عني عوضا من عفوي عنهم، ورحمتك عوضا من دعائي لهم بالغفران والعفو والإغماض والستر.
و (حتى) يجوز أن تكون تعليلية مرادفة ل‍ «كي» أي كي يسعد كل منا. ويجوز أن تكون بمعنى «إلى»، فيكون المراد منه حينئذ الدوام.
وسعد فلان يسعد - من باب تعب - في دين أو دنيا سعدا وسعودا: حصلت له السعادة.
والمراد بها هنا السعادة المطلقة وهي السعادة الأخروية، التي هي عبارة عن حسن الحياة في الآخرة، وهي المشار إليها بقوله تعالى: وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها (2).
و «الباء» من قوله: «بفضلك» إما سببية، أو للملابسة أي ملتبسا بفضلك.
ونجا من الهلاك ينجو نجاة: خلص.
ومن عليه يمن منا: أنعم عليه وأحسن إليه.
قال بعضهم: يحتمل أن يكون معنى قوله عليه السلام «حتى يسعد كل منا بفضلك» أي حتى أسعد أنا بفضلك الذي عوضتني إياه عن عفوي عنه، ويسعد هو

(1) مسند أحمد بن حنبل: ج 6 ص 256.
(2) سورة هود: الآية 108.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست