رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٤٤٤
اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله، فصل على محمد الخطيب به، وعلى آله الخزان له واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه.
____________________
قلت: الأولى تبديل الضمير فقط فيقال في قوله: «وورثتنا علمه» وورثت أوصيائه علمه مفسرا عطفا على قوله: «إنك أنزلته على نبيك مجملا» ثم إعادة سائر الضمائر إليهم بأن يقال: «وفضلتهم وقويتهم عليه لترفعهم» لما في ذلك من إبقاء المعنى على أصله والله أعلم.
«الكاف»: للتعليل أو للتشبيه كما بيناه في نظير هذه العبارة في أواخر الروضة الحادية والثلاثين.
والحملة بفتحتين: جمع حامل وهو جمع مطرد لفاعل وصف لمذكر عاقل كظالم وظلمة وساحر وسحرة.
وجعل قلوبهم حملة للقرآن: عبارة عن إعدادها لحفظه وإلهامها علمه وتدبره والوقوف على حدوده وأحكامه وأمثاله إلى غير ذلك من مدارك خصائصه الخارجة عن طوق غيرهم من البشر.
ويجوز أن يراد بحمل القلوب له مطلق حفظه وتعلمه فيعم غيرهم عليهم السلام.
وعرفتهم الأمر تعريفا: علمته إياه.
والشرف: العلو والفضل والكمال، وتعريفه سبحانه شرف القرآن الكريم وفضله على نوعين:
الأول: ما يشترك في معرفته كل أحد ووصفه له بنعوت الشرف والفضل والكمال كنعته بالشرف في قوله: «والقرآن ذي الذكر» (1): أي الشرف.

(1) سورة ص: الآية 1.
(٤٤٤)
مفاتيح البحث: سورة ص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»
الفهرست