رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٤٠١

____________________
وعن الزهري: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قرأ «مالك يوم الدين» يكررها حتى كاد أن يموت (1).
وروي عن الصادق عليه السلام أنه كان يصلي في بعض الأيام، فخر مغشيا عليه في أثناء الصلاة، فسئل عن ذلك فقال: ما زلت أردد هذه الآية حتى سمعتها من قائلها (2).
قال بعض العارفين: إن لسان الصادق عليه السلام كان في ذلك الوقت كشجرة الطور عند قوله: «إنني أنا الله» (3).
التاسعة: يستحب التوسط في القراءة بين الإخفاء والجهر، كما قال تعالى:
«ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا» (4).
فعن الصادق عليه السلام: الجهر: رفع الصوت عاليا، والمخافتة: ما لم تسمع نفسك (5).
وعن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان، فقال: إنما تراني. بهذا أهلك والناس، قال: يا أبا محمد، اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك، ورجع بالقرآن صوتك فإن الله عز وجل يحب الصوت الحسن، يرجع ترجيعا (6).
العاشرة: يستحب البكاء عند قراءة القرآن، والتباكي لمن لا يقدر عليه، والحزن والخشوع. قال تعالى: «ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا» (7).
وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إن القرآن نزل بالحزن، فاقرأوه بالحزن» (8).
وعن حفص بن غياث: ما رأيت أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر

(١) الكافي: ج ٢، ص ٦٠٢، ح ١٣.
(٢) فلاح السائل لابن طاووس: ص ١٠٣ - ١٠٤.
(٣) طه: الآية ١٤.
(٤) الاسراء: الآية ١١٠.
(٥) وسائل الشيعة: ج ٤، ص ٧٧٤، ح ٦.
(٦) الكافي: ج ٢، ص ٦١٦، ح ١٣.
(٧) الإسراء: الآية ١٠٩.
(٨) الكافي: ج ٢، ص 614، ح 2.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست