____________________
وبعض أهل البلاد الذين لا ينتفعون بالمطر بل يضرهم كأهل مصر، ويطمع فيه من له فيه نفع.
وتقديم الرحمة على النقمة في الدعاء إشعار بسبق الرحمة على الغضب، على ما ورد في الحديث القدسي «سبقت رحمتي غضبي» (1).
وتقديم الخوف على الطمع في الآية، لأن الخوف عتيد حاصل في الحال، والمطموع فيه مترقب، وهو الرزق والخصب المتوقع من إنزال الغيث. والله أعلم.
قوله عليه السلام: «فلا تمطرنا بهما مطر السوء»، «الفاء» فصيحة، أي إذا كان الأمر كذلك فلا تمطرنا.
قال أبو عبيدة: مطر في الرحمة، وأمطر في العذاب (2).
وقال الراغب: مطر في الخير، وأمطر في العذاب (3).
وقال الفيروزآبادي في القاموس: أمطرهم الله، لا يقال إلا في العذاب (4).
و «الباء» من قوله: «بهما» هي الداخلة على آلة الفعل نحو: كتبت بالقلم، وتسمى باء الاستعانة، وأدرجها ابن مالك في باء السببية (5)، تفاديا من إطلاق الاستعانة في الأفعال المنسوبة إلى الله سبحانه.
والسوء - بالفتح - مصدر ساءه يسوءه: إذا فعل به ما يكره، ثم أطلق على كل ضرر وشر وفساد. وأضيف إليه المطر ذما كما يقال: رجل سوء، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، فوصف في الأصل بالمصدر للمبالغة، ثم أضيف إلى صفته.
واتفق القراء على فتح السين في قوله تعالى: «أمطرت مطر السوء» (6).
وانتصاب مطر، إما على أنه مصدر مؤكد بحذف الزوائد، كما قيل في «أنبتها الله
وتقديم الرحمة على النقمة في الدعاء إشعار بسبق الرحمة على الغضب، على ما ورد في الحديث القدسي «سبقت رحمتي غضبي» (1).
وتقديم الخوف على الطمع في الآية، لأن الخوف عتيد حاصل في الحال، والمطموع فيه مترقب، وهو الرزق والخصب المتوقع من إنزال الغيث. والله أعلم.
قوله عليه السلام: «فلا تمطرنا بهما مطر السوء»، «الفاء» فصيحة، أي إذا كان الأمر كذلك فلا تمطرنا.
قال أبو عبيدة: مطر في الرحمة، وأمطر في العذاب (2).
وقال الراغب: مطر في الخير، وأمطر في العذاب (3).
وقال الفيروزآبادي في القاموس: أمطرهم الله، لا يقال إلا في العذاب (4).
و «الباء» من قوله: «بهما» هي الداخلة على آلة الفعل نحو: كتبت بالقلم، وتسمى باء الاستعانة، وأدرجها ابن مالك في باء السببية (5)، تفاديا من إطلاق الاستعانة في الأفعال المنسوبة إلى الله سبحانه.
والسوء - بالفتح - مصدر ساءه يسوءه: إذا فعل به ما يكره، ثم أطلق على كل ضرر وشر وفساد. وأضيف إليه المطر ذما كما يقال: رجل سوء، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، فوصف في الأصل بالمصدر للمبالغة، ثم أضيف إلى صفته.
واتفق القراء على فتح السين في قوله تعالى: «أمطرت مطر السوء» (6).
وانتصاب مطر، إما على أنه مصدر مؤكد بحذف الزوائد، كما قيل في «أنبتها الله