____________________
والسرعة والبطء في شيء واحد بالذات وهو كيفية واحدة قابلة للشدة والضعف، وإنما يختلفان بالإضافة العارضة لهما، فما هو سرعة بالقياس إلى شيء هو بعينه بطؤ بالقياس إلى آخر، ووصفه عليه السلام القمر بالسرعة إشارة إلى سرعة حركته العرضية التي تكون بتوسط فلك تدويره فإنه أسرع من سائر الكواكب حركة بهذا الاعتبار، أما الثوابت فظاهر لكون حركتها من أبطأ الحركات حتى أن القدماء لم يدركوها فقيل: إنها تتم الدورة في ثلاثين ألف سنة، وقيل: في ستة وثلاثين ألف سنة، وأما السيارات فلأن زحل يتم الدورة في ثلاثين سنة، والمشتري في اثنتي عشرة سنة، والمريخ في سنة وعشرة أشهر ونصف شهر، وكلا من الشمس والزهرة وعطارد في قريب سنة، وأما القمر فيتم الدورة في نحو من ثمانية وعشرين يوما فكان أسرعها حركة، وأما حركته الذاتية وإن قال: بها جم غفير من أساطين الحكماء حيث أثبتوا لجميع الكواكب حركة ذاتية تدور بها على أنفسها فهي على تقدير ثبوتها غير محسوسة ولا معروفة، فحمل وصف القمر بالسرعة على هذه الحركة بعيد، نعم لا يبعد حمله على حركته المحسوسة على أنها ذاتية له كما ذهب إليه بعضهم من جواز كون بعض حركات السيارات في أفلاكها من قبيل حركة السابح في الماء، ويؤيده ظاهر قوله تعالى: «والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (1)، والله أعلم.
قوله عليه السلام: «المتردد في منازل التقدير» يقال: ترددت إلى فلان: أي رجعت إليه مرة بعد أخرى وترددت في الطريق إذا سرت فيها مرة بعد أخرى.
والمراد بمنازل التقدير: منازل القمر التي قدرت له أي جعلت له على مقدار مخصوص ووجه مخصوص حسب ما اقتضته الحكمة وهي المشار إليها بقوله تعالى:
«والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (2) وقوله تعالى: «هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب (3)،
قوله عليه السلام: «المتردد في منازل التقدير» يقال: ترددت إلى فلان: أي رجعت إليه مرة بعد أخرى وترددت في الطريق إذا سرت فيها مرة بعد أخرى.
والمراد بمنازل التقدير: منازل القمر التي قدرت له أي جعلت له على مقدار مخصوص ووجه مخصوص حسب ما اقتضته الحكمة وهي المشار إليها بقوله تعالى:
«والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (2) وقوله تعالى: «هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب (3)،