____________________
والمشيئة والإرادة: بمعنى واحد بحسب اللغة، وعند أكثر المتكلمين. وفرق بعضهم بينهما، بأن المشيئة من الله تقتضي وجود الشيء، ولذلك قيل: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والإرادة منه تعالى لا تقتضي وجود المراد لا محالة، ألا ترى أنه قال: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» (1)، وقال: «وما الله يريد ظلما للعباد» (2)، ومعلوم أنه قد يحصل العسر والظلم فيما بين الناس.
وقال بعض المحققين: مشيئة الله عبارة عن تجليه بالعناية السابقة لإيجاد المعدوم، أو إعدام الموجود، وإرادته عبارة عن تجليه لإيجاد المعدوم، فهي لا تتعلق أبدا إلا بالمعدوم، فتكون صفة تخصص أمرا بالحصول ووجوده، كما قال تعالى:
«إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» (3). والمشيئة أعم من الإرادة من وجه، قال: ومن تتبع مواضع استعمالات المشيئة والإرادة في القرآن يعلم ذلك، وإن كان بحسب اللغة يستعمل أحدهما مكان الآخر انتهى.
وعلى هذا فمفاد الفقرة الثانية أخص من مفاد الأولى.
والمعنى: إنك تحكم بما شئت على من شئت، حسب ما تشاء، وتقضي بما أردت على من أردت حسب ما تريد، من غير أن يوجبه عليك موجب، أو يمنعك منه مانع.
والله أعلم.
«الفاء»: سببية. وتقديم الحمد على الوقاية من البلاء على الشكر على تخويل النعماء، لما تقرر من أن دفع الضرر أهم من جلب النفع، والتخلية مقدمة على التحلية، وإيثار الشكر في النعماء ظاهر، لأنه لا يقال إلا في مقابلة نعمة.
وقال بعض المحققين: مشيئة الله عبارة عن تجليه بالعناية السابقة لإيجاد المعدوم، أو إعدام الموجود، وإرادته عبارة عن تجليه لإيجاد المعدوم، فهي لا تتعلق أبدا إلا بالمعدوم، فتكون صفة تخصص أمرا بالحصول ووجوده، كما قال تعالى:
«إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» (3). والمشيئة أعم من الإرادة من وجه، قال: ومن تتبع مواضع استعمالات المشيئة والإرادة في القرآن يعلم ذلك، وإن كان بحسب اللغة يستعمل أحدهما مكان الآخر انتهى.
وعلى هذا فمفاد الفقرة الثانية أخص من مفاد الأولى.
والمعنى: إنك تحكم بما شئت على من شئت، حسب ما تشاء، وتقضي بما أردت على من أردت حسب ما تريد، من غير أن يوجبه عليك موجب، أو يمنعك منه مانع.
والله أعلم.
«الفاء»: سببية. وتقديم الحمد على الوقاية من البلاء على الشكر على تخويل النعماء، لما تقرر من أن دفع الضرر أهم من جلب النفع، والتخلية مقدمة على التحلية، وإيثار الشكر في النعماء ظاهر، لأنه لا يقال إلا في مقابلة نعمة.