اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إلي فلم أشكره، ومن مسيء اعتذر إلي فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره، ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره، ومن كل إثم عرض لي فلم أهجره.
____________________
الكلام في هذه الفقرات كلها على حذف مضاف، وفي كل فقرة قرينة دالة عليه معينة له كما سنبينه.
فقوله عليه السلام: «أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره» أي:
أتوب إليك من خذلان مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، أي خذلاني له بدليل قوله:
«فلم أنصره». لأن عدم النصر هو الخذلان. وهذا التقدير متحتم إذ لا معنى للاعتذار من ذات المظلوم ولا من حيث اتصافه بالمظلومية هنا. أما الأول فظاهر، وأما الثاني فلانه لم يظلمه بل ظلمه غيره، ولا وجه للاعتذار من ظلم الغير. وبعين ذلك ما تقرر من أن الكلام إذا وقع فيه تقييد بوجه ما كان هو الغرض والمقصود من الكلام. ولا شك أن قوله: «فلم أنصره» تقييد للمظلوم. فكان هو الغرض الذي قصد الاعتذار منه.
فان قلت: هلا حملت «من» على معنى التعليل ليكون المعنى أعتذر إليك من أجل مظلوم، ولا حاجة حينئذ إلى تقدير المضاف؟ قلت: يعين كونها ابتدائية أمران:
أحدهما: إن «من» المتعلقة بالاعتذار في جميع الموارد لا تكون إلا ابتدائية، لأن الاعتذار ناشئ من مدخولها. ويؤكده هنا أن المراد بالاعتذار التوبة. و «من» في قولك: «ثبت إلى الله من كذا» ابتدائية قطعا لا تعليلية.
الثاني: مقابلتها ب «إلى» قال الرضي: وتعرف «من» الابتدائية بأن تحسن في
فقوله عليه السلام: «أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره» أي:
أتوب إليك من خذلان مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، أي خذلاني له بدليل قوله:
«فلم أنصره». لأن عدم النصر هو الخذلان. وهذا التقدير متحتم إذ لا معنى للاعتذار من ذات المظلوم ولا من حيث اتصافه بالمظلومية هنا. أما الأول فظاهر، وأما الثاني فلانه لم يظلمه بل ظلمه غيره، ولا وجه للاعتذار من ظلم الغير. وبعين ذلك ما تقرر من أن الكلام إذا وقع فيه تقييد بوجه ما كان هو الغرض والمقصود من الكلام. ولا شك أن قوله: «فلم أنصره» تقييد للمظلوم. فكان هو الغرض الذي قصد الاعتذار منه.
فان قلت: هلا حملت «من» على معنى التعليل ليكون المعنى أعتذر إليك من أجل مظلوم، ولا حاجة حينئذ إلى تقدير المضاف؟ قلت: يعين كونها ابتدائية أمران:
أحدهما: إن «من» المتعلقة بالاعتذار في جميع الموارد لا تكون إلا ابتدائية، لأن الاعتذار ناشئ من مدخولها. ويؤكده هنا أن المراد بالاعتذار التوبة. و «من» في قولك: «ثبت إلى الله من كذا» ابتدائية قطعا لا تعليلية.
الثاني: مقابلتها ب «إلى» قال الرضي: وتعرف «من» الابتدائية بأن تحسن في