____________________
منفي، غير واقع، وإن مدعيه كاذب، والتقدير: متى كان يستحق، أي لم يكن يستحق. وإنما آثر تقرير النفي ب «متى» ليكون بوجه برهاني وهو الاستدلال بانتفاء اللازم على انتفاء الملزوم.
وبيانه: أن استحقاق شيء من الثواب يستلزم زمانا ضرورة. وهو معدوم، إذ لو كان موجودا لكان معلوما غير مجهول، فلم يحتج إلى الاستفهام عنه. فإذا لم يكن له زمان وجب أن لا يكون له وجود أصلا، إذ لا بد لكل حادث من زمان يقع فيه. وهذا معنى قولهم: الإنكار بمتى وأين بمعنى أنه ليس، لأن زمانه ومكانه ليس، فهو إنكار على وجه برهاني، وإنما حذف الجملة بعد متى، لدلالة ما قبله عليه، وقد مر نظير هذه العبارة في الدعاء الأول وذكرنا فيه وجوها أخر، غير أنه كان قد بقي في النفس منه شيء فاستوفيناه هنا بحمد الله تعالى.
قوله عليه السلام: «هذا يا إلهي حال من أطاعك»، الإشارة إلى ما فصله عليه السلام من تفضله تعالى على المطيع ومسامحته له، وعدم استحقاقه - لو لا ذلك - شيئا من ثوابه سبحانه.
وسبيل من تعبد لك: أي سيرته وحالته وطريقته، ومنه قوله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» (1).
وتعبد الرجل: بالغ في العبادة واجتهد فيها.
وفي الصحاح: التعبد: التنسك (2)، وهو التطوع بقربة، والله أعلم.
«الفاء: للعطف والترتيب الذكري. و «أما»: حرف متضمن لمعنى الشرط وفعله، ولذلك يجاب بالفاء. وفائدته تأكيد ما صدر به، وتفصيل ما في نفس المتكلم من الأقسام، نحو: هؤلاء فضلاء، أما زيد ففقيه، وأما عمرو فمتكلم، وأما بكر
وبيانه: أن استحقاق شيء من الثواب يستلزم زمانا ضرورة. وهو معدوم، إذ لو كان موجودا لكان معلوما غير مجهول، فلم يحتج إلى الاستفهام عنه. فإذا لم يكن له زمان وجب أن لا يكون له وجود أصلا، إذ لا بد لكل حادث من زمان يقع فيه. وهذا معنى قولهم: الإنكار بمتى وأين بمعنى أنه ليس، لأن زمانه ومكانه ليس، فهو إنكار على وجه برهاني، وإنما حذف الجملة بعد متى، لدلالة ما قبله عليه، وقد مر نظير هذه العبارة في الدعاء الأول وذكرنا فيه وجوها أخر، غير أنه كان قد بقي في النفس منه شيء فاستوفيناه هنا بحمد الله تعالى.
قوله عليه السلام: «هذا يا إلهي حال من أطاعك»، الإشارة إلى ما فصله عليه السلام من تفضله تعالى على المطيع ومسامحته له، وعدم استحقاقه - لو لا ذلك - شيئا من ثوابه سبحانه.
وسبيل من تعبد لك: أي سيرته وحالته وطريقته، ومنه قوله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» (1).
وتعبد الرجل: بالغ في العبادة واجتهد فيها.
وفي الصحاح: التعبد: التنسك (2)، وهو التطوع بقربة، والله أعلم.
«الفاء: للعطف والترتيب الذكري. و «أما»: حرف متضمن لمعنى الشرط وفعله، ولذلك يجاب بالفاء. وفائدته تأكيد ما صدر به، وتفصيل ما في نفس المتكلم من الأقسام، نحو: هؤلاء فضلاء، أما زيد ففقيه، وأما عمرو فمتكلم، وأما بكر