____________________
الذي أسرى بعبده ليلا» (1)، إن قوله: «ليلا» مع أن الإسراء إنما يكون ليلا:
لإفادة قلة زمان الإسراء بما فيه من التنكير الدال على البعضية من حيث الأجزاء، دلالته على البعضية من حيث الأفراد (2).
فإن قولك سرت ليلا، كما يفيد بعضية زمان سيرك من الليالي يفيد بعضيته من فرد واحد منها، بخلاف ما إذا قلت: سرت الليل، فإنه يفيد استيعاب السير له جميعا فيكون معيارا للسير لا ظرفا له، والله أعلم.
قوله عليه السلام «ولا تثني علي بإحيائها سنة» أثنيت على زيد: ذكرته بالجميل أو أتيت بما يشعر بتعظيمه مطلقا، والاسم الثناء - بالفتح والمد -.
وأما ما ذكره ابن القطاع وغيره من أن الثناء يستعمل في الجميل والقبيح، فقال الإمام البطليوسي: هو مردود، بأن المستعمل فيهما إنما هو النثاء بتقديم النون على الثاء المثلثة، وأما الثناء بتقديم الثاء على النون فاستعماله في القبيح إنما هو على ضرب من التأويل كالمشاكلة والاستعارة التهكمية.
والضمير في إحيائها راجع إلى السنة، وجاز إعادة الضمير إلى المتأخر لتقدمه في الرتبة، إذ هو فاعل. والأصل فيه أن يتصل بفعله.
والسنة في الأصل: الطريقة والسيرة، وفي الشرع: ما رغب فيه الشارع ولم يوجبه.
قال بعضهم: السنة والمندوب والتطوع والنفل والمرغب فيه والمستحب كلها بمعنى واحد، وهو ما كان فعله راجحا على تركه، ولا إثم في تركه، سواء دل عليه كتاب أو سنة.
وقد يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونهى عنه، وندب إليه قولا وفعلا مما لم يأت به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث.
وقد يراد بها مطلق الطريقة النبوية، والشريعة المحمدية، الشاملة لما ورد به
لإفادة قلة زمان الإسراء بما فيه من التنكير الدال على البعضية من حيث الأجزاء، دلالته على البعضية من حيث الأفراد (2).
فإن قولك سرت ليلا، كما يفيد بعضية زمان سيرك من الليالي يفيد بعضيته من فرد واحد منها، بخلاف ما إذا قلت: سرت الليل، فإنه يفيد استيعاب السير له جميعا فيكون معيارا للسير لا ظرفا له، والله أعلم.
قوله عليه السلام «ولا تثني علي بإحيائها سنة» أثنيت على زيد: ذكرته بالجميل أو أتيت بما يشعر بتعظيمه مطلقا، والاسم الثناء - بالفتح والمد -.
وأما ما ذكره ابن القطاع وغيره من أن الثناء يستعمل في الجميل والقبيح، فقال الإمام البطليوسي: هو مردود، بأن المستعمل فيهما إنما هو النثاء بتقديم النون على الثاء المثلثة، وأما الثناء بتقديم الثاء على النون فاستعماله في القبيح إنما هو على ضرب من التأويل كالمشاكلة والاستعارة التهكمية.
والضمير في إحيائها راجع إلى السنة، وجاز إعادة الضمير إلى المتأخر لتقدمه في الرتبة، إذ هو فاعل. والأصل فيه أن يتصل بفعله.
والسنة في الأصل: الطريقة والسيرة، وفي الشرع: ما رغب فيه الشارع ولم يوجبه.
قال بعضهم: السنة والمندوب والتطوع والنفل والمرغب فيه والمستحب كلها بمعنى واحد، وهو ما كان فعله راجحا على تركه، ولا إثم في تركه، سواء دل عليه كتاب أو سنة.
وقد يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونهى عنه، وندب إليه قولا وفعلا مما لم يأت به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث.
وقد يراد بها مطلق الطريقة النبوية، والشريعة المحمدية، الشاملة لما ورد به