____________________
والأزمان، والأعوام والأيام من جملة مخلوقاته. ووجوده تعالى وإن كان مساوقا لوجود الزمان، بمعنى أنه معه في الوجود ، إذ كان تعالى هو موجده وخالقه، إلا أن مساوقة الزمان لا تقتضي الكون في الزمان كالعالم فإنه مع الخردلة، وليس في الخردلة، وإذا كان تعالى ليس في الزمان، لم تكن له غاية منه يقف عندها، فثبت أنه تعالى باق دائم على مر الدهور والأزمان.
ولما كان البقاء لغة أعم من الدوام، الذي هو استمرار الوجود بلا انقطاع، قيد عليه السلام الباقي بقوله: «على مر الدهور» إلى آخره نصا على أن المراد بالباقي في صفته تعالى هو بمعنى الدائم، ولذلك قال بعضهم: وصفه تعالى بالباقي معناه أنه الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الاستقبال إلى آخر. انتهى.
وتضمن مع ذلك الإشارة إلى تنزيهه تعالى عما يلحق الزمانيات من التغير والبلى، كما قال جده سيد الأوصياء عليه السلام: لا تبليه الليالي والأيام، ولا يغيره الضياء والظلام (1)، وذلك لأنه تعالى ليس بزماني يدخل تحت تصريف (2) الزمان حتى يبليه أو يغيره، بخلاف غيره من الممكنات الزمانية، التي مر الدهور والأزمان من الأسباب المعدة لتغيرها وبلاها، كما قال الشاعر:
إن الجديدين إذا ما استوليا * على جديد أدنياه للبلى (3) وقال الآخر:
أفنى الشباب الذي أبليت جدته * كر الجديدين من آت ومنطلق (4) وقال الآخر:
ولما كان البقاء لغة أعم من الدوام، الذي هو استمرار الوجود بلا انقطاع، قيد عليه السلام الباقي بقوله: «على مر الدهور» إلى آخره نصا على أن المراد بالباقي في صفته تعالى هو بمعنى الدائم، ولذلك قال بعضهم: وصفه تعالى بالباقي معناه أنه الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الاستقبال إلى آخر. انتهى.
وتضمن مع ذلك الإشارة إلى تنزيهه تعالى عما يلحق الزمانيات من التغير والبلى، كما قال جده سيد الأوصياء عليه السلام: لا تبليه الليالي والأيام، ولا يغيره الضياء والظلام (1)، وذلك لأنه تعالى ليس بزماني يدخل تحت تصريف (2) الزمان حتى يبليه أو يغيره، بخلاف غيره من الممكنات الزمانية، التي مر الدهور والأزمان من الأسباب المعدة لتغيرها وبلاها، كما قال الشاعر:
إن الجديدين إذا ما استوليا * على جديد أدنياه للبلى (3) وقال الآخر:
أفنى الشباب الذي أبليت جدته * كر الجديدين من آت ومنطلق (4) وقال الآخر: