رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٣
شرح الدعاء التاسع والثلاثين وكان من دعائه عليه السلام: في طلب العفو والرحمة.
____________________
العفو: التجاوز عن الذنب وترك العقاب.
قال ابن الأثير: وأصله المحو والطمس. ومنه عفت الريح الأثر إذا محته (1).
وقال الراغب: العفو: القصد لتناول الشيء. يقال: عفاه واعتفاه: أي قصده متناولا ما عنده، ومنه العافي لكل طالب رزق من طائر أو بهيمة أو إنسان. وعفت الريح التراب: قصدته متناولة إثارته. وعفت الدار كأنها قصدت نحو البلى. وعفى الشعر والنبت قصد تناول الزيادة كقولك: أخذ النبت في الزيادة وعفى عنه كأنه قصد إزالة ذنبه صارفا له عنه. فالمفعول في الحقيقة متروك عن متعلقه بمضمر.
فالعفو هو التجاوز عن الذنب وترك العقوبة (2).
والرحمة: رقة القلب وانعطاف، أي ميل روحاني يقتضي التفضل والإحسان، وإذا وصف الله تعالى بها كان المراد بها غايتها أعني التفضل والإحسان، لأن الرقة من الكيفيات والمزاجية التابعة للتأثر والانفعال، والله سبحانه منزه عنها. وهو: إما من باب المجاز المرسل، بذكر السبب وإرادة المسبب، فان الرحمة والرقة سبب

(١) النهاية لابن الأثير: ج 3 ص 265.
(2) المفردات: ص 339.
(٣٠٣)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 299 300 301 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست