في المرض ثم المحاباة فان أوصى بعتق مطلق أو بعتق عبد في ملكه وبمال مسمى في سبيل الله عز وجل بصدقة وفى الحج ولانسان بعينه تحاص كل ذلك فما وقع للموصى له بعينه أخذه وسائر ذلك يبدأ بما بدأ به الموصى بذكره أولا فأولا فإذا تم الثلث فلا شئ لما بقي * وقال زفر ابن الهذيل: ان أعتق بتلافى مرضه ثم حابى في مرضه بدئ بالعتق وان حابى في مرضه ثم أعتق بدئ بالمحاباة ثم سائر الوصايا سواء ما أوصى به من القرب وما أوصى به لانسان بعينه كل ذلك بالحصص لا يقدم منه شئ على شئ وقال مالك: يبدأ بالمحاباة والمرض ثم بالعتق بتلافى المرض والمدبر في الصحة ويتحاصان ثم عتق من أوصى بعتقه وهو في ملكه وعتق من سماه وأوصى بأن يبتاع فيعتق بعينه ويتحاصان ثم سائر الوصايا ويتحاص مع ما أوصى به من عتق غير معين وقد روى عنه ان المدبر يبدأ أبدا على العتق بتلافى المرض * وقال الشافعي:
إذا أعتق في المرض عبدا بتلا بدئ بمن أعتق أولا فأولا ولا يتحاصون في ذلك ويرق من لم يحمله الثلث أو يرق منه ما يحمله الثلث والهبة في المرض مبداة على جميع الوصايا بالعتق وغيره وقال مرة أخرى: يتحاص في المحاباة في المرض وسائر الوصايا علي السواء قال: وقد قيل: أن المحاباة في البيع في المرض مفسوخ لأنه وقع على غرر * قال أبو محمد: أما قول أبي حنيفة. وأبى يوسف. ومحمد بن الحسن. وزفر. ومالك.
والشافعي. والليث. والحسن بن حي. فظاهره الخطا لأنها دعاوى وآراء بلا برهان لا من قرآن. ولا من سنة. ولا من رواية سقيمة. ولا قول أحد من خلق الله تعالى نعلمه قبلهم ولا قياس ولا رأى سديد وليس لاحد أن يموه ههنا بكثرة القائلين لأنهم كلهم مختلفون كما ترى وأفسدها كلها قول أبي حنيفة ثم قول مالك لكثرة تناقضهما وتفاسد اقسامهما وهي أقوال تؤدى إلى تبديل الوصية بعد ما سمعت وفى هذا ما فيه، ثم نقول وبالله تعالى التوفيق قولا جامعا في ابطال ما اتفق عليه المذكورون من تبدية العتق بتلافى المرض والمحاباة في المرض فنقول لهم: يا هؤلاء أخبرونا عن قضاء المريض في عتقه وهبته ومحاباته في بيعه أهو كله وصية أم ليس وصية ولا بد من أحدهما فان قالوا: ليس شئ منه وصية قلنا: صدقتم وهذا قولنا وإذا لم يكن وصية فلا مدخل له في الثلث أصلا لان الثلث بالسنة المسندة مقصور على الوصايا فقد أبطلتم إذ جعلتم ذلك في الثلث فان قالوا:
بل كل ذلك وصية قلنا لهم: من أين وقع لكم تبدية ذلك على سائر الوصايا وابطال ما أوصى به المسلم وتبديله بعد ما سمعتموه وقد قال الله تعالى: (فمن بدله بعدما سمعه فإنما اثمه على الذين يبدلونه) واعلموا أنه لا متعلق لهم بمن روى عنه تبدية العتق من ابن عمر ومسروق.
وشريح. والزهري. وقتادة. ثم عن النخعي. والشعبي. والحسن. في أحد أقوالهم