بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وسلم تسليما كتاب الكتابة 1685 مسألة من كان له مملوك مسلم أو مسلمة فدعا أو دعت إلى الكتابة ففرض على السيد الإجابة إلى ذلك ويجبره السلطان (1) على ذلك بما يدرى أن المملوك العبد أو الأمة يطيقه مما لا حيف فيه على السيد لكن مما يكاتب عليه مثلهما ولا يجوز كتابة عبد كافر أصلا * برهان ذلك قول الله تعالى: (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) واختلف الناس في الخير فقالت طائفة: المال وقالت طائفة: الدين فنظرنا في ذلك فوجدنا موضوع كلام العرب الذي به نزل القرآن قال تعالى: (بلسان عربي مبين) انه تعالى لو أراد المال لقال: ان علمتم لهم خيرا أو عندهم خيرا أو معهم خيرا لان بهذه الحروف يضاف المال إلى من هو له في لغة العرب ولا يقال أصلا في فلان مال فلما قال تعالى: (ان علمتم فيهم خيرا) علمنا أنه تعالى لم يرد المال فصح أنه الدين ولا خير في دين الكافر وكل مسلم على أديم الأرض فقد علمنا أن فيه الخير (2) بقوله: لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن لا دين الا الاسلام وهذا أعظم ما يكون من الخير وكل خير بعد هذا فتابع لهذا، وهذا قول (3) روى عن علي رضي الله عنه أنه سأله عبد مسلم أأكاتب وليس لي مال؟ فقال على: نعم، فصح أن الخير عنده لم يكن المال * ومن طريق عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني في قول الله تعالى: (فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا) قال: ان أقاموا الصلاة * ومن طريق سفيان هو الثوري عن يونس عن الحسن [في هذه الآية] (4) قال إن علمتم فيهم خيرا قال دين وأمانة * ومن طريق حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن في هذه الآية قال: الاسلام والوفاء، وجاء عن ابن عباس أنه المال وهو قول عطاء وطاوس. ومجاهد. وأبى رزين وقالت طائفة كلا الامرين وهو قول سعيد ابن أبي الحسن أخي الحسن البصري وهو قول الشافعي الا أنه ناقض في مسائله، وأما الحنيفيون والمالكيون. فكان شرط الله [تعالى عندهم] (5) ههنا ملغى لا معنى له فسبحان من جعل شرطه عندهم ضائعا وشروطهم الفاسدة عندهم لازمة وذلك أنهم يبيحون كتابة
(٢٢٢)