يكون لها أن تطلقه ولما كان للشفيع أخذ الشقص (1) وان كره المشترى كان للمشترى أيضا الزامه إياه وان كره الشفيع، وهذه وساوس سخر الشيطان بهم فيما وشواذ سبب لهم مثل هذه المضاحك في الدين فاتبعوه عليها ولا ندري بأي نص أم باي عقل وجب هذا الذي يهذرون به؟ وقالوا: كان الأصل أن لا تجوز الكتابة لأنها عقد غرر وما كان هذا فسبيله إذا جاء به نص أن يكون ندبا لأنه اطلاق من حظر فقلنا: كذبتم بل الأصل انه لا يلزم شئ من الشريعة ولا يجوز القول به حتى يأمر الله تعالى به فإذا أمر به عز وجل فسبيله أن يكون فرضا يعصى من أبى قبوله هذا هو الحق الذي لا تختلف العقول فيه وما جاء قط نص ولا معقول بان الامر بعد التحريم لا يكون الا ندبا بل قد كانت الصلاة إلى بيت المقدس فرضا والى الكعبة محظورة محرمة ثم جاء الامر بالصلاة إلى الكعبة بعد الحظر فكان فرضا، وقالوا: لو كانت الكتابة إذا طلبها العبد فرضا لوجب أن يجبر السيد عليها وان أرادها العبد بدرهم وهذا قول فاسد لان الله تعالى لم يأمر قط بإجابة العبد إلى ما أراد أن يكاتب عليه وإنما أمر بإجابته إلى الكتابة ثم ترك المكاتبة مجملة بين السيد والعبد لان قوله تعالى: (فكاتبوهم) فعل من فاعلين، قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) فوجب أن لا يكلف العبد ما ليس في وسعه، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال فوجب ان لا يكلف السيد إضاعة ماله، وصح بهذين النصين ان اللازم لهما ما أطاقه العبد بلا حرج وما لا غبن فيه على السيد ولا إضاعة لماله، وقد وافقونا على أن للسيد تكليف عبده الخراج واجباره عليه ولم يكن ذلك عندهم مجيزا أن يكلفه مر ذلك ما لا يطيق ولا إجابة العبد إلى أداء ما لا يرضى السيد به مما هو قادر فلا مشقة على أكثر منه وهذا هو الحكم في الكتابة بعينه وكذلك من تزوج ولم يذكر صداقا فإنه يجبر على أداء صداق مثلها وتجبر على قبوله ولا تعطى برأيها ولا يعطى هو برأيه، وقد رأى الحنيفيون الاستسعاء والقضاء به واجبا فهلا عارضوا أنفسهم بمثل هذه المعارضة فقالوا: ان قال العبد: لا أؤدي الا درهما في ستين سنة وقال المستسعى له: لا تؤدى الا مائة ألف دينار من يومه، وقد أوجب المالكيون الخراج على الأرض المفتتحة فرضا لا يجوز غيره ثم لم يبينوا ما هو ولا مقداره وكم قصة قال فيها الشافعيون بايجاب فرض حيث لا يحدون مقداره كقولهم: الصلاة تطيل بالعمل الكثير ولا تبطل بالعمل اليسير، فهذا فرض غير محدود، وأوجبوا المتعة فرضا ثم لم يحدوا فيها حدا ومثل هذا لهم كثير جدا فبطل كل ما موهوا به وبالله تعالى التوفيق *
(٢٢٥)