(أن رجلا جب عبده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فأنت حر) وهذه صحيفة * ومن طريق البزار نا محمد بن المثنى نا محمد بن الحارث نا محمد بن عبد الرحمن بن البيلمان عن أبيه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا شفعة لغائب ولا لصغير والشفعة كحل العقال من مثل بمملوكه فهو حر وهو مولى الله ورسوله والناس على شروطهم ما وافقوا الحق) وابن البيلمان ضعيف مطرح لا يحتج بروايته * ومن عجائب الدنيا احتجاج المالكيين لصحيفة عمرو ابن شعيب هذه في عتق الممثل به وهو قد خالف هذا الخبر نفسه إذ جعل الولاء لسيده وليس هو الذي أعتقه بل أعتق عليه على رغمه، ونص الخبر (أنه مولى الله تعالى ورسوله) وجعلوا الشفعة للغائب فصار حجة فيما اشتهوا ولم يكن حجة فيما لم يشتهوا، واحتجوا من خبر ابن البيلمان بعتق من مثل بمملوكه وخالفوه في الشفعة ولم ير الحنيفيون: ولا الشافعيون خبر عمرو بن شعيب ههنا حجة إذ خالفه رأى أبي حنيفة. والشافعي فإذا وافقهم صار حينئذ صحيحا وحجة كروايته في أم الصغير أنت أحق به ما لم تنكحي. والمكاتب عبد ما بقي عليه درهم، ورد شهادة ذي الغمر لأخيه. وشهادة القانع لأهل البيت واجازتها لغيرهم، وقد رد المالكيون رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كثيرا إذا خالفت رأى مالك ونعوذ بالله من مثل هذا اللعب بالدين * ومن عجائب الدنيا قول الحنيفيين إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا على الندب * قال أبو محمد: هذا كذب بحت لان في الخبر أنت حر من مثل به فهو حر وهلا قلتم: مثل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم: من ملك ذا رحم محرمة عليه فهو حر واللفظ واحد، وقالوا:
بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه قيمته قلنا: هبكم قد صح لكم ذلك وهو الكذب بلا شك فأعتقوه ثم أعطوه قيمته بل هذا خلاف آخر جديد منكم لما صححتم وأنتم تنكرون على الشافعي ما ذكر أنه بلغه من عدد تكبير النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة وبعثته لقتل أبي سفيان وهما حكايتان مشهورتان قد ذكرهما أصحاب المغازي ولم تعيبوا على محمد بن الحسن هذه الكذبة التي لم يشار كم فيها أحد ثم عملها أيضا باردة عليه لا له، وقالوا: لعل عمر أعتقه لغير المثلة فمجاهرة قبيحة لان نص الخبر عن عمر أنها شكت إليه أنه أحرقها فأعتقها وجلده وقال له: ويحك أما وجدت عقوبة الا أن تعذبها بعذاب الله، وذكروا أيضا ما روينا من طريق معمر عن رجل عن الحسن أشعل رجل وجه عبده نارا فأتى عمر بن الخطاب فأعتقه ثم أتى عمر بسبي فأعطاه عبدا قال الحسن: كانوا يعتقون ويعاقبون يعنى يعطيه لما أعتقه عقبة مكانه فقلنا: هذا مكسور في موضعين رجل لم يسم عن الحسن ثم الحسن عن عمر ولم يولد الا قبل موت عمر بسنتين ثم هبك أنه صح فافعلوا كذلك ويا سبحان الله يكون