الحديث، وفيه أنه عليه الصلاة والسلام قال لسعد يومئذ: (ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون) وهكذا رواه سفيان بن عيينة عن الزهري باسناده، [ورواه أيضا كذلك بعض الناس عن إبراهيم بن سعد عن الزهري باسناده] (1) وبلفظة (الصدقة) (2) فقالوا: فقد منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدقة في مرضه بأكثر من الثلث * قال أبو محمد: وهذا لا حجة لهم فيه لوجوه، أحدها اننا روينا هذا الخبر نفسه من طريق معمر عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه فذكر هذا الخبر وفيه (قال سعد: فقلت: يا رسول الله أفأوصي بثلثي مالي؟ قال: لا قلت: فبشطر مالي قال: لا قلت فبثلث مالي قال: الثلث والثلث كثير) وذكر باقي الخبر * ورويناه من طريق أبى داود الطيالسي قال: نا إبراهيم بن سعد. وعبد العزيز ان أبى سلمة الماجشون كلاهما عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه ذكر هذا الخبر، وفيه (قال: قلت أفأتصدق بمالي كله؟ قال: لا قلت:
أفأوصي بالشطر قال: لا قلت: يا رسول الله فبم أوصى؟ قال: الثلث والثلث كثير) وذكر الخبر فذكروا أنه إنما سأل سعد عن الوصية وهو خبر واحد (3) عن مقام واحد فصح ان لفظة الصدقة التي رواها مالك. وسفيان عن الزهري إنما معناها الوصية كما رواه معمر. وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وليس معمر. وعبد العزيز دون مالك. وسفيان. والزهري. وغيره فكيف وقد وافق معمر. وعبد العزيز على لفظة أوصى، وفى هذا الخبر جماعة الاثبات كما روينا عن مسلم بن الحجاج عن القاسم ابن زكريا عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه، وعن مسلم عن ابن أبي عمر المكي عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب السختياني عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن ثلاثة من ولد سعد كلهم عن سعد * ومن طريق البخاري عن أبي نعيم عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه * ومن طريق البخاري عن محمد بن عبد الرحيم عن زكريا بن عدي عن مروان بن معاوية الفزاري عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه * ومن طريق أحمد ابن شعيب عن محمد بن المثنى عن الحجاج بن المنهال عن همام بن يحيى عن قتادة عن يونس بن جبير عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه * ومن طريق أحمد بن شعيب عن إسحاق بن راهويه عن جرير عن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن