في ستة وثلاثين ألف سنة فما خرج فذلك حصر أيام الكواكب من الأيام المعروفة فإن يوم كل واحد منها ست وثلاثون ألف سنة ثم تضيف إلى المجموع أيام الجواري السبعة فما اجتمع فهو ذلك ثم تأخذ هذا المجموع وتضربه فيما اجتمع من سنى البروج وسني ما اجتمع من ضرب ثلاثمائة وستين في مثلها فما خرج لك من المجموع فهو عدد الكوائن في الدنيا من أول ما خلقها الله إلى انقضائها فاعلم ذلك والمجموع من ضرب ثلاثمائة وستين في مثلها مع سنى البروج مائتا ألف وسبعة آلاف وستمائة وفي هذا المجموع تضرب ما اجتمع من عدد أيام الكواكب كلها فهذا تقدير الكواكب التي وقتها وقدرها العزيز العليم فيبقى في الآخرة في دار جهنم حكم أيام الكواكب التي في مقعر هذا الفلك والجواري السبعة مع انكدارها وطمسها وانتثارها فتحدث عنها في جهنم حوادث غير حوادث إنارتها وثبوتها وسير أفلاكها بها وهي ألف وثمانية وعشرون فلكا كلها تذهب وتبقي السباحة للكواكب بذاتها مطموسة الأنوار ويبقى في الآخرة في الجنة حكم البروج وحكم مقادير العقل عنها يحدث في الجنان ما يحدث ويثبت وأما كثيب المسك الأبيض الذي في جنة عدن الذي تجتمع فيه الناس للرؤية يوم الزور الأعظم وهو يوم الجمعة فأيامه من أيام أسماء الله ولا علم لي ولا لأحد بها فإن لله أسماء استأثر بها في علم غيبه فلا تعلم فلا تعلم أيامها فعدن بين الجنات كالكعبة بيت الله بين بيوت الناس والزور الأعظم فيه كصلاة الجمعة والزور الخاص كالصلوات الخمس في الأيام والزور الأخلص الأخص كمساجد البيوت لصلاة النوافل فتزور الحق على قدر صلاتك وتراه على قدر حضورك فأدناه الحضور في النية عند التكبير وعند الخروج من الصلاة وأعظمه استصحاب الحضور إلى الخروج من الصلاة وما بينهما في كل صلاة فهنا مناجاة وهناك مشاهدة وهنا حركات وهناك سكون ولهذا الاسم من الحروف الشين المعجمة ومن المنازل الجبهة انتهى الجزء الثاني والعشرون ومائة (بسم الله الرحمن الرحيم) (الفصل الحادي والعشرون) في الاسم الرب وتوجهه على إيجاد السماء الأولى والبيت المعمور والسدرة والخليل ويوم السبت وحرف الياء بالنقطتين من أسفل والخرثان وكيوان قال الله تعالى وقل رب زدني علما فما طلب الزيادة من العلم إلا من الرب ولهذا جاء مضافا لاحتياج العالم إليه أكثر من غيره من الأسماء لأنه اسم لجميع المصالح وهو من الأسماء الثلاثة الأمهات فجاء ربكم ورب آبائكم ورب السماوات والأرض ورب المشارق والمشرقين والمشرق ورب المغارب والمغرب والمغربين وهو المتخذ وكيلا وهذا الاسم أعطى السدرة نبقها وخضرتها ونورها منه ومن الاسم الله وأعطى الاسم الرحمن من نفسه عرفها كما قال في الجنة عرفها لهم يعني بالنفس من العرف وهي الرائحة ومن الاسم الله أصولها وزقومها لأهل جهنم وقد جلل الله هذه السدرة بنور الهوية فلا تصل عين إلى مشاهدتها فتحدها أو تصفها والنور الذي كساها نور أعمال العباد ونبقها على عدد نسم السعداء لا بل على عدد أعمال السعداء لا بل هي أعيان أعمال السعداء وما في جنة الأعمال قصر ولا طاق إلا وغصن من أغصان هذه السدرة داخل فيه وفي ذلك الغصن من النبق على قدر ما في العمل الذي هذا الغصن صورته من الحركات وما من ورقة في ذلك الغصن إلا وفيها من الحسن بقدر ما حضر هذا العبد مع الله في ذلك العمل وأوراق الغصن بعدد الأنفاس في ذلك العمل وشوك هذه السدرة كله لأهل الشقاء وأصولها فيهم والشجرة واحدة ولكن تعطي أصولها النقيض مما تعطيه فروعها من كل نوع فكل ما وصفنا به الفروع حد النقيض في الأصول وهذا كثير الوقوع في علم النبات كما حكي أن أبا العلا بن زهر وكان من أعلم الناس بالطب ولا سيما بعلم الحشائش وأبا بكر بن الصائغ المعروف بابن باچة وكان دون ابن زهر في معرفة الحشائش إلا أنه كان أفضل منه في العلم الطبيعي وكان يتخيل في زعمه أنه أعلم من ابن زهر في علم الحشائش فركبا يوما فمرا بحشيشة فقال ابن زهر لغلامه اقطع لنا من هذه الحشيشة وأشار إلى حشيشة معينة فأخذ شيئا منها وفتلها في يده وقربها من أنفه كأنه يستنشقها ثم قال لأبي بكر انظر ما أطيب ريح هذه الحشيشة فاستنشقها أبو بكر فرعف من حينه فما ترك شيئا يمكن في علمه أن يقطع به الرعاف مما هو حاضر إلا وعمله وما نفع حتى كاد يهلك وأبو العلا يتبسم
(٤٤٢)