يجب له التصرف فيه ولا تنظر العين إلا فيما يجب لها النظر إليه وفيه فذلك هو حق اليقين الذي أوجبه على العلم والعين وأما اليقين فهو كل ما ثبت واستقر ولم يتزلزل من أي نوع كان من حق وخلق فله علم وعين وحق أي وجوب حكمه إلا الذات الإلهية فيقينها ما له سوى حق اليقين وصورة حقها أي الوجوب علينا منها السكوت عنها وترك الخوض فيها لأنها لا تعلم فما ثم علم يضاف إلى اليقين ولا يشهد فلا تضاف العين إلى اليقين ولها الحكم على العالم كله بترك الخوض فيها فلها الحق فأضيف إليها فلا يضاف إلى اليقين إلا ما يقبله فإن كان مما تدل عليه علامة أضيف إليه العلم وإن لم يكن فلا يضاف إليه وإن كان مما يشهد أضيفت إليه العين وإن لم يكن فلا تضاف إليه وإن كان ممن له في نفس الأمر حكم واجب على أحد من المخلوقين حتى على نفسه مثل قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة أضيف إليه الحق فقيل حق اليقين لوجوبه وإن لم يكن شئ مما ذكرناه فلا يضاف إلى شئ مما تقدم فقد أعطيتك أمرا كليا في هذه المسألة في كل متيقن فلك النظر في حقيقة ذلك اليقين وهذا القدر كاف والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى السفر الثامن عشر (بسم الله الرحمن الرحيم) (الباب السبعون ومائتان في معرفة منزل القطب والإمامين من المناجاة المحمدية) منزلة القطب والإمامة * منزلة ما لها علامة يملكها واحد تعالى * عن صفة السير والإقامة يعلوه في لونه اصفرار * في أيمن الخد منه شامة خفية ما لها نتو * أيده الله بالسلامة توجه الله بالمعالي * في عالم الأمر في القيامة اعلم أيدك الله بروح منه أن ممن تحقق بهذا المنزل من الأنبياء صلوات الله عليهم أربعة محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحق عليهم السلام ومن الأولياء اثنان وهما الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان لمن عدا هؤلاء المذكورين منه شرب معلوم على قدر مرتبته من الإمامة فاعلم إن الأقطاب والصالحين إذا سموا بأسماء معلومة لا يدعون هناك إلا بالعبودية إلى الاسم الذي يتولاهم قال تعالى وإنه لما قام عبد الله يدعوه فسماه عبد الله وإن كان أبوه قد سماه محمدا وأحمد فالقطب أبدا مختص بهذا الاسم الجامع فهو عبد الله هناك ثم إنهم يفضل بعضهم بعضا مع اجتماعهم في هذا الاسم الذي يطلبه المقام فيختص بعضهم باسم ما غير هذا الاسم من باقي الأسماء الإلهية فيضاف إليه وينادي في غير مقام القطبية كموسى صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الشكور وداود عليه السلام اسمه الخاص به عبد الملك ومحمد صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الجامع وما من قطب إلا وله اسم يخصه زائد على الاسم العام الذي له الذي هو عبد الله سواء كان القطب نبيا في زمان النبوة المقطوع بها أو وليا في زمان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك الإمامان لكل واحد منهما اسم يخصه ينادى به كل إمام في وقته هناك فالإمام الأيسر عبد الملك والإمام الأيمن عبد ربه وهما للقطب الوزيران فكان أبو بكر رضي الله عنه عبد الملك وكان عمر رضي الله عنه عبد ربه في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات صلى الله عليه وسلم فسمى أبو بكر عبد الله وسمي عمر عبد الملك وسمي الإمام الذي ورث مقام عمر عبد ربه ولا يزال الأمر على ذلك إلى يوم القيامة وكان الحسن والحسين رضي الله عنهما أمكن الناس في هذا المقام من غيرهما ممن اتصف به وجرت السنة الإلهية في القطب إذا ولي المقام أن يقوم في مجلس من مجالس القربة والتمكين وينصب له فيه تخت عظيم لو نظر إلى بهائه الخلق لطاشت عقولهم فيقعد عليه ويقف بين يديه الإمامان اللذان قد جعلهما الله له ويمد يده للمبايعة الإلهية والاستخلاف وتؤمر الأرواح الملكية والجن والبشر الروحاني بمبايعته واحدا بعد واحد فإنه جل جناب الحق أن يكون مصدرا لكل وارد وأن يرد عليه إلا واحد بعد واحد فكل روح يبايعه في ذلك المقام يسأله أعني يسأل الروح القطب عن مسألة من المسائل فيجيبه أمام الحاضرين ليعرفوا منزلته من العلم فيعرفون في ذلك الوقت أي اسم إلهي يختص به وقد أفردنا لهذه المبايعة كتابا كبيرا سميناه مبايعة القطب
(٥٧١)