الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره من أيام التبليغ أنه كان توابا أي يرجع إليك الرجوع الخاص الذي يربي على مقام التبليغ فيجتمع هذا كله في الرسول وهو شخص واحد وفي كل مقام أشخاص فيكون الشخص الواحد خلقا مصطفى نبيا خاصا وأما معية الذات فلا تنقال فإن الذات مجهولة فلا تعلم نسبة المعية إليها فهو مع الخلق بالعلم واللطف ومع الأصفياء بالتولي ومع الأنبياء بالتأييد ومع الخاصة بالمباسطة والأنس (السؤال الثامن والعشرون ومائة) ما ذكره الذي يقول ولذكر الله أكبر الجواب ذكره نفسه لنفسه بنفسه أكبر من ذكره نفسه في المظهر لنفسه اعلم أن الله ما قال هذا الذكر ووصفه بهذه الصفة من الكبرياء إلا في قوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر أبناء عن حقيقة لأجل ما فيها من الإحرام وهو المنع من التصرف في شئ مما يغاير كون فاعله مصليا فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا تنهى عن غيرها من الطاعات فيها مما لا يخرجك فعله عن أن تكون مصليا شرعا فيكون قوله ولذكر الله فيها أكبر أعمالها وأكبر أحوالها إذ الصلاة تشتمل على أقوال وأفعال فتحريك اللسان بالذكر من المصلي من جملة أفعال الصلاة والقول المسموع من هذا التحريك هو من أقوال الصلاة وليس في أقوالها شئ يخرج عن ذكر الله في حال قيام وركوع ورفع وخفض إلا ما يقع به التلفظ من ذكر نفسك بحرف ضمير أو ذكر صفة تسأله أن يعطيكها مثل اهدني وارزقني ولكن هو ذكر شرعا لله فإن الله سمي القرآن ذكرا وفيه أسماء الشياطين والمغضوب عليهم والمتلفظ به يسمى ذكر الله فإنه كلام الله فذكرتهم بذكر الله وهذا مما يؤيد قول من قال ليس في الوجود إلا الله فالأذكار أذكار الله ثم إن قوله تعالى ولذكر الله هذه الإضافة تكون من كونه ذاكرا ومن كونه مذكورا فهو أكبر الذاكرين وهو أكبر المذكورين وذكره أكبر الأذكار التي تظهر في المظاهر فالذكر وإن لم يخرج عنه فإن الله قد جعل بعضه أكبر من بعض ثم يتوجه فيه قصد آخر من أجل الاسم الله فيقول ولذكر الله بهذا الاسم الذي ينعت ولا ينعت به ويتضمن جميع الأسماء الحسنى ولا يتضمنه شئ في حكم الدلالة أكبر من كل اسم تذكره به سبحانه من رحيم وغفور ورب وشكور وغير ذلك فإنه لا يعطي في الدلالة ما يعطي الاسم الله لوجود الاشتراك في جميع الأسماء كلها هذا إذا أخذنا أكبر بطريق أفعل من كذا فإن لم نأخذها على أفعل من كذا فيكون إخبارا عن كبر الذكر من غير مفاضلة بأي اسم ذكر وهو أولى بالجناب الإلهي وإن كانت الوجوه كلها مقصودة في قوله تعالى ولذكر الله أكبر فإنه كل وجه تحتمله كل آية في كلام الله من فرقان وتوراة وزبور وإنجيل وصحيفة عند كل عارف بذلك اللسان فإنه مقصود لله تعالى في حق ذلك المتأول لعلمه الإحاطي سبحانه بجميع الوجوه وبقي عليه في ذلك الكلام من حيث ما يعلمه هو فكل متأول مصيب قصد الحق بتلك الكلمة هذا هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد على قلب من اصطفاه الله به من عباده فلا سبيل إلى تخطئة عالم في تأويل يحتمله اللفظ فإن مخطئه في غاية من القصور في العلم ولكن لا يلزمه القول به ولا العمل بذلك التأويل إلا في حق ذلك المتأول خاصة ومن قلده (السؤال التاسع والعشرون ومائة) قوله تعالى فاذكروني أذكركم ما هذا الذكر الجواب هذا ذكر الجزاء الوفاق قال تعالى جزاء وفاقا فذكر الله في هذا الموطن هو المصلي عن سابق ذكر العبد قال تعالى هو الذي يصلي عليكم أي يؤخر ذكره عن ذكركم فلا يذكركم حتى تذكروه ولا تذكرونه حتى يوفقكم ويلهمكم ذكره فيذكركم بذكره إياكم فتذكروه به أو بكم فيذكركم بكم وبه بالواو لا بأو فإن له الذكرين معا وقد يكون لبعض العلماء الذكران معا وقد يكون الذكر الواحد دون الآخر في حق بعض الناس وتختلف أحوال الذاكرين منا فمنا من يذكره في نفسه وهم على طبقات طبقة تذكره في نفسها والضمير من النفس يعود على الله من حيث الهو وشخص يذكره في نفسه والضمير يعود على الشخص وشخص يذكره في نفسه والضمير يعود على الله من حيث ما هو خالقها لا من حيث ما هي نفسه من كونها ظاهرة في مظهر خاص فإذا ذكره كل شخص من هؤلاء إما بوجه واحد من هذه الوجوه أو بكل الوجوه فإن الله يذكره في نفسه وقد يكون قوله ذكرته في نفسي عين ذكر هذا العبد ربه في نفسه من حيث ما هو
(١١٩)