على أمر واحد متحقق بها فظهر بما طوى عن سليمان العمل به تعظيما لقدر سليمان عليه السلام عند أهل بلقيس وسائر أصحابه وما طوى عن سليمان العلم به وإنما طوى عنه الأذن في التصرف به تنزيها لمقامه (السؤال الرابع والثلاثون ومائة) ما سبب ذلك الجواب إعلام الغير بأن التلميذ التابع إذا كان أمره بهذه المثابة فما ظنك بالشيخ فيبقى قدر الشيخ مجهولا في غاية التعظيم فلو ظهر على سليمان لتوهم إن هذا غايته ولا شك أن مشهد سليمان في ذلك الوقت والله أعلم كان مشهد أدب لا يريد أن يكون عنه شرك في التصرف كما قال أبو السعود أعطيت التصرف وتركته تظرفا في حكاية طويلة والغرض للنبي إنما هو الدلالة وظهورها على يد صاحبه أتم في حقه إذ كان هذا التابع مصدقا به وقائما في خدمته بين يديه تحت أمره ونهيه فيزيد المطلوب رغبة في هذا الرسول إذا رأى بركته قد عادت على تابعيه فيرجو هذا الداخل أن يكون له بالدخول في أمره ما كان لهذا التابع والنفس مجبولة على الطمع وحب الرياسة والتقدم (السؤال الخامس والثلاثون ومائة) ما ذا أطلع من الاسم على حروفه أو معناه الجواب على حروفه دون معناه فإنه لو وقف على معناه لمنعه العمل به كما منع سليمان ألا ترى إلى قوله تعالى في صاحب موسى فانسلخ منها فكانت عليه كالثوب وهو مثل الحرف على المعنى فعمل بها في غير طاعة الله فأشقاه الله وصاحب سليمان عمل به في طاعة الله فسعد وما وقف على معناه من الأمم الخالية سوى الرسل والأنبياء فإنهم وقفوا على معناه وحروفه إلا هذه الطائفة المحمدية فإنهم جمع لبعضهم بين حروفه ومعناه ولبعضهم أعطى معناه دون حروفه وليس في هذه الأمة من أعطى حروفه دون معناه وكذلك صاحب الأخدود أعطى حروفه دون معناه فإنه تلقاه من الراهب كلمات كما ورد وهي الكلمات التي ذكرناها في السؤال الثاني والثلاثين ومائة (السؤال السادس والثلاثون ومائة) أين باب هذا الاسم الخفي على الخلق من أبوابه الجواب بالمغرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أهل المغرب ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة وعليه تطلع الشمس من المغرب عند ما يسد باب التوبة ويغلق فلا ينفع نفسا إيمانها ولا ما تكتسبه من خير بذلك الايمان والمؤمن لا يغلق له باب وكيف يغلق دونه وقد جازه وتركه وراءه فمن عناية المؤمن غلقه حتى لا يخرج عليه بعد ما دخل منه فلا يرتد مؤمن بعد ذلك فإنه ليس له باب يخرج منه فغلق باب التوبة رحمة بالمؤمن ووبالا بالكافر وجعله الله بالمغرب لأنه محل الأسرار والكتم وهو سر لا يعلمه إلا أهل الاختصاص فلو كان هذا الباب بالشرق لكان ظاهرا عند العام والخاص ووقع به الفساد في العموم وهذا يناقض ما وجد له العالم من الصلاح وقد جاء في جانب الشرق من الذم ما جاء والشرق بمنزلة الخروج إلى الدنيا وهي دار الابتلاء للعام والخاص والغرب بمنزلة الخروج من الدنيا والدخول إلى الآخرة فإنه انتقال إلى دار التمييز والبيان ومعرفة المنازل والمراتب على ما هي عند الله تعالى فيعلم السعيد سعادته والشقي شقاوته فيظهر عند ذلك عين هذا الاسم الخفي لجميع الخلق ويحرمون الدعاء به لشغلهم بما هم فيه من الهول فيعظم في قلوبهم شدة الهول بحيث أن يظنوا أنه ما ثم دعاء يرد ما هم فيه ولو وفقوا للدعاء به لسعدوا فسبحان القدير على ما يشاء (السؤال السابع والثلاثون ومائة) ما كسوته الجواب حال الداعي به المعنوي وكسوته على الحقيقة حروفه إذا أخذت الاسم من طريق معناه فإن أخذته من طريق حروفه فحينئذ يكون كسوته حال الداعي به فإذا أقيم في شاهد الحس في التخيل أو الخيال فيكون كسوته الثوب السابغ الأصفر يلتوي فيه فإنه غير مخيط ألا ترى بقرة بني إسرائيل صفراء فاقع لونها لا شية فيها فحيي بها الميت وهو أعظم الآثار إحياء الموات حياة الايمان وحياة العلم وحياة الحس وأعظم أثره في زمان الشتاء إذا وقع فيه شهر صفر في أول الشتاء إلى انتصافه فهو أسرع أثرا منه في باقي الأزمنة وباقي الشهور ويكون الثوب صوفا أو شعرا أو وبر إلا غير ذلك والريش منه وإنما قلنا هذا لأنه قد يظهر لقوم بنوع من أنواع ما ذكرناه من هذه الأنواع التي تلبس فلو ظهر في نوع واحد لعرفناكم به واقتصرنا عليه وقال بعضهم رأيت كسوته جلدا
(١٢١)