(الفصل العشرون في الاسم المقدر) وتوجهه على إيجاد فلك المنازل والجنات وتقدير صور الكواكب في مقعر هذا الفلك وكونه أرض الجنة وسقف جهنم وله حرف الشين المعجمة من الحروف ومنزلة جبهة الأسد قال تعالى والقمر قدرناه منازل ذلك تقدير العزيز العليم فالمنازل مقادير التقاسيم التي في فلك البروج عينها الحق تعالى لنا إذ لم يميزه البصر بهذه المنازل وجعلها ثماني وعشرين منزلة من أجل حروف النفس الرحماني وإنما قلنا ذلك لأن الناس يتحيلون أن الحروف الثمانية والعشرين من المنازل حكم هذا العدد لها وعندنا بالعكس بل عن هذه الحروف كان حكم عدد المنازل وجعلت ثماني وعشرين مقسمة على اثني عشر برجا ليكون لكل برج في العدد الصحيح قدم وفي العدد المكسور قدم إذ لو كان لبرج من هذه البروج عدد صحيح دون كسر أو مكسور دون صحيح لم يعم حكم ذلك البرج في العالم بحكم الزيادة والنقص والكمال وعدم الكمال ولا بد من الزيادة والنقص لأن الاعتدال لا سبيل إليه لأن العالم مبناه على التكوين والتكوين بالاعتدال لا يصح فلا بد من عدد مكسور وصحيح في كل برج فكان لكل برج منزلتان وثلث فثم برج يكون له منزلتان صحيحتان وثلث منزلة كسر وثم برج يكون له منزلة صحيحة في الوسط ويكون في آخره كسر وفي أوله كسر فيلفق من الكسرين منزلة صحيحة مختلفة المزاج وثلث منزلة وإنما قلنا مختلفة المزاج فإن كل منزلة على مزاج خاص فإذا جمع جزء منزلة إلى جزأي منزلة أخرى ليكمل بذلك عين منزلة لأن المنزلة مثلثة كالبرج له ثلاثة وجوه ومن وجوه منازله سبعة وجوه فكل برج ذو سبعة أوجه وله من نفسه ثلاثة أوجه فكان المجموع عشرة أوجه فالمنزلة الصحيحة ذات مزاج واحد والمنزلة الكائنة من منزلتين بمنزلة المولد من اثنين يحدث له مزاج آخر ليس هو في كل واحد من الأبوين وفيه سر عجيب وهو أحدية المجموع فإن لها من الأثر ما ليس لأحدية الواحد ألا ترى أن العالم ما وجد إلا بأحدية المجموع وأن الغني لله ما ثبت إلا بأحدية الواحد فهذا الحكم يخالف هذا الحكم بلا شك فالثريا لها مزاج خاص وقد أخذ الحمل منها ثلثها وجاء الثور يحتاج إلى منزلتين وثلث فأخذ منزلة الدبران صحيحة بمزاج واحد أحدي وبقي له منزلة وثلث لم يجد منزلة صحيحة ما يأخذ فأخذ ثلثي الثريا وأضاف إلى ذلك ثلثي الهقعة فكملت له منزلة واحدة بأحدية المجموع فتعطيه هذه المنزلة عين حكم الثريا وعين حكم الهقعة ثم يأخذ الثلث الثاني من الهقعة فلا يعمل من الهقعة إلا بالثلث الوسط وأما الثلث الأول المضاف إلى ثلثي الثريا لكمال المنزلة فإنه يحدث لهذا لثلث ويحدث لثلث الثريا بكمال وصورة منزلة ما هي عين واحدة منهما حكم ليس هو لثلثي أحدهما ولا لثلث الآخر فهذا هو السبب الذي يكون لأجله للبرج ثلاثة أوجه فمنه برج خالص وبرج ممتزج وهل كل برج يكون من ثلثين وثلثين وهي بروج معلومة يعينها لك تقسيم المنازل عليها وقد تكون المنزلة المركبة قامت من منزلة سعيدة ونحسة فتعطي بالمجموع سعدا ولا يظهر لنحس الأخرى أثر وقد تعطي نحسا ولا يظهر لسعد الأخرى أثر بخلاف المنزلة الصحيحة فإنها تجري على ما خلقت له فإن الله أعطاها خلقها كما أعطى للمركبة خلقها فكل علامة ودليل على برج لا بد فيه من التركيب ويكون بالتثليث فإن الدليل أبدا مثلث النشأة لا بد من ذلك مفردان وجامع بينهما وهو الوجه الثالث لا بد من ذلك في كل مقدمتين من أجل الانتاج كل أ ب وكل ب ج فتكررت الباء فقام الدليل من ألف با جيم فالوجه الجامع الباء لأنه تكرر في المقدمتين فأنتج كل ألف جيم وهو كان المطلوب الذي ادعاه صاحب الدعوى فإنه ادعى أن كل ألف جيم فنوزع فساق الدليل بما اعترف به المنازع فإنه سلم إن كل أ ب وسلم أن كل ب ج فثبت عنده صحة قول المدعي أن كل أ ج فمن هنا ظهرت البراهين في عالم الإنسان وعن هذه التقاسيم التي أعطت المنازل في البروج وبعد أن علمت هذا فاعلم أن هذا الفلك الأطلس لما قام له الكرسي مقام العرش وفوق الأطلس الكرسي والعرش أعطت هذه الثلاثة وجود فلك المنازل كما أعطت المقدمات المركبة من ثلاث النتيجة وكما حملت النتيجة قوى الثلاث اللاتي في المقدمتين حمل فلك الكواكب قوة الأطلس والكرسي والعرش والكرسي هو الوجه الجامع بين المقدمتين لأنه الوسط بين العرش والأطلس فله وجه إلى كل واحد منهما فمن قوة العرش اتحدت أو توحدت فيه الكلمة الإلهية فكان أهل الجنة وهم أهل هذا الفلك المكوكب يقولون للشئ كن فيكون ومن قوة الكرسي كان لكل إنسان فيه زوجتان لأنه موضع القدمين ومن قوة الفلك الأطلس
(٤٤٠)