الحق هويته الحق اسمه خلق هو المخلوق به خلق كل شئ حقه أعطى كل شئ خلقه وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وبالحق أنزلناه وبالحق نزل إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وقل الحق من ربكم الحق طلب الحقوق فبالحق يطلب الحق وما ذا بعد الحق إلا الضلال فإني تصرفون فالحق الوجود والضلال الحيرة في النسبة فالحق المنزل والحق التنزيل والحق المنزل والحق من الله من حيث هو ربنا ومن صرف عن الحق إلى أين يذهب فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين أصحاب العلامات والدلائل فالحق المسؤول عنه في هذا السؤال هو المقتضي الذي يقتضي من الموحدين لما ذكرناه فسمي حقا لوجوب وجوده لنفسه فاقتضاؤه إنما اقتضى من نفسه فإنه إنما اقتضاه من الظاهر في مظهره وهويته هي الظاهرة في المظهر الذي به كانت رتبة الربوبية فما اقتضى إلا منه وما كان المقتضي إلا هو والذي اقتضى هو حق وهو عين الحق فإن أعطى فهو الآخذ وإن أخذ فهو المعطي فمن عرفه عرف الحق (السؤال التاسع والثمانون) وماذا بدؤه الجواب الضمير يعود على الحق وبدؤه من الاسم الأول الذي تسمى الحق به قال تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم فسمى لنا نفسه أولا فبدؤه أولية الحق وهي نسبة لأن مرجع الموجودات في وجودها إلى الحق فلا بد أن تكون نسبة الأولية له فبدؤه نسبة الأولية له ونسبة الأولية له لا تكون إلا في المظاهر فظهوره في العقل الأول الذي هو القلم الأعلى وهو أول ما خلق الله فهو الأول من حيث ذلك المظهر لأنه أول الموجودات عنه فالذات الأزلية لا توصف بالأولية وإنما يوصف بها الله تعالى قال الله تعالى سبح لله فهو المسبح ما في السماوات والأرض من حيث أعيانهم وهو العزيز المنيع الحمى من هويته الحكيم بمن ينبغي أن يسبح له الضمير يعود على الله من لله ملك السماوات والأرض ولهذا يسبحه أهلهما لأنهم مقهورون محصورون في قبضة السماوات والأرض يحيي ويميت يحيي العين ويميت الوصف فالعين لها الدوام من حيث حييت والصفات تتوالى عليها فيميت الصفة بزوالها عن هذه العين ويأتي بأخرى وهو الضمير يعود على الله على كل شئ قدير أي شيئية الأعيان الثابتة يقول إنها تحت الاقتدار الإلهي هو الأول الضمير يعود على الله من لله والأول خبر الضمير الذي هو المبتدأ وهو في موضع الصفة لله ومسمى الله إنما هو من حيث المرتبة وأول مظهر ظهر القلم الإلهي وهو العقل الأول والعين ما كانت مظهرا إلا بظهور الحق فيها فهي أول والكلام في الظاهر في المظهر لأن به يتميز فالأول هو الله والعقل حجاب عليه ومجن تتوالى الصفات عليه ولما كانت الأعيان كلها من كونها مظاهر نسبتها إلى الألوهية نسبة واحدة من حيث ما هي مظاهر تسمى بالآخر فهو الآخر آخرية الأجناس لا آخرية الأشخاص وهو الأول بأولية الأجناس وأولية الأشخاص لأنه ما أوجد إلا عينا واحدة وهو القلم أو العقل كيفما شئت سميته ولما كان العالم له الظهور والبطون من حيث ما هو مظاهر كان هو سبحانه الظاهر لنسبة ما ظهر منه والباطن لنسبة ما بطن منه وهو بكل شئ عليم شيئية الأعيان وشيئية الوجود من حيث أجناسه وأنواعه وأشخاصه فقد تبين أن بدأه عين وجود العقل الأول قال النبي صلى الله عليه وسلم أول ما خلق الله العقل وهو الحق الذي خالق به السماوات والأرض وقد مشى معنا هذا في سؤاله في العدل في السؤال الثامن والعشرين من هذه السؤالات (السؤال التسعون) أي شئ فعله في الخلق الجواب إن كان قوله في الخلق من كونهم مقدرين فالإيجاد وهو حال الفعل وإن كان قوله في الخلق من كونهم موجودين فحال الفناء وذلك أن الله تعالى قال للإنسان أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل أي قدرناه ولم يك شيئا نبهه على أصله فأنعم عليه بشيئية الوجود وهو عين وجود الظاهر فيه وإنما خاطب الإنسان وحده لأنه المعتبر الذي وجد العالم من أجله وإلا فكل ممكن بهذه المنزلة هذا الذي تعطيه نشأته لكونه مخلوقا على الصورة الإلهية وأنه مجموع حقائق العالم كله فإذا خاطبه فقد خاطب العالم كله وخاطب أسماءه كلها وأما الوجه الآخر الذي ينبغي أيضا أن يقال وهو دون هذا في كونه مقصودا بالخطاب وذلك أنه ما ادعى أحد الألوهية سواه من جميع المخلوقات وأعصى الخلائق إبليس وغاية جهله إنه رأى نفسه خيرا من آدم لكونه من نار لاعتقاده أنه أفضل العناصر وغاية معصيته أنه أمر بالسجود لآدم فتكبر في نفسه عن السجود لآدم لما ذكرناه وأبى
(٩٥)