بفتح اللام وحينئذ يجد الإخلاص محلا يكون لذلك العمل يسمى به العمل خالصا والعامل مخلصا والله الموفق لذلك (الباب الخامس والثلاثون ومائة في معرفة ترك الإخلاص وأسراره) من أخلص الدين فقد أشركا * وقيد المطلق من وصفه من يجهل الأمر فذاك الذي * يدرك ذات المسك من عرفه قال رجل للجنيد ومن العالم حتى يذكر مع الله وكان من أهل الأحوال وقال تعالى أإله مع الله وقال بعضهم رؤية الإخلاص منك في العمل مجوسية محضة يريد الشرك وإنما ينبغي أن يشاهد المكلف مجرى العمل ومنشئه وكان أبو مدين يأمر أصحابه بإظهار الطاعات فإنه لم يكن عنده فاعل إلا الله والتخليص يؤذن بالمنازع ولا بد للمنازع أن يطلب من المكلف أن يكون عبدا له والعمل من جملة أفعال الله الذي المكلف مظهرها فأجهل الناس من يجعل موجد الفعل تحت طاعة من يفعل من أجله وهو إما إبليس وإما الرياء إذا كان المكلف يقوم إلى العمل بهذه النية والمنازع ما هو هناك فالمخلص أثبت العدم وجودا وجهل الأمر على ما هو في نفسه فمن حكم عليه ما ذكرناه ورأى نواصي كل دابة بيد الله ورأى ربه على صراط مستقيم ومن أخذ بناصيتك لم يعدل بك عن طريقه الذي هو عليه فاذن لم يكن الإخلاص إلا عبارة عن رؤيته في مشهد ما معين لا في كل مظهر وهو في كل مظهر ولا يقدر صاحب هذه الحال أن يرى حجابا بينه وبين مشهوده فلا يتمكن له أن يميز شيئا من شئ فإن العين واحدة وهي على صراط مستقيم (الباب السادس والثلاثون ومائة في معرفة مقام الصدق وأسراره) الصدق سيف الله في أرضه * فاصدق ترى الصادق من عرضه فإن أتى الدجال فاضرب به * هامته بالحد من عرضه فالسيف محصور بحديه في * نفل من الفعل وفي فرضه ولا تقل هذا محال فقد * يفرضه الفارض في فرضه فكم غنى يظهر الفقر إذ * يستقرض المسكين من قرضه الصدق شدة وصلابة في الدين والغيرة لله من أحواله ولصاحبه المتحقق به الفعل بالهمة وهو قوة الايمان قيل لأبي يزيد ما اسم الله الأعظم الذي به تنفعل الأشياء فقال أروني الأصغر حتى أريكم الأعظم ما هو إلا الصدق أصدق وخذ أي اسم شئت أسماء الله كلها عظيمة قال تعالى والذين آمنوا أشد حبا لله أي أصدق حبا لله من حب المشركين لمن جعلوهم شركاء والصادق من أسمائه وقال تعالى ليسأل الصادقين عن صدقهم ولهذا له الدعوى فلا يكون الصادق صادقا ما لم يقم الصدق به فإذا قام به كان له ذوقا وكان كونه صادقا حال صدقه وهو قد تسمى بالصادق فلهذا يسألهم هل صدقهم هو النعت الإلهي الذي به تسمى الله بالصادق أم لا فإن كان هو طالبهم بأن يقوموا بأحكامه قيامه فلا يغلبهم شئ ولا يقاومهم في حال صدقهم فيكون الله صدقهم كما كان سمعهم وبصرهم النسبة واحدة فإن لم يحكموا هذا المقام ولا وجدوا منه هذه الحال فما هو هذا الصدق الذي هو النعت الإلهي بل هو أمر ظهر بصورة الصدق ظهور الشبهة بصورة الدليل وكما لا وجه للشبهة لا حقيقة لهذا الصدق وهذا معنى قول الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم فلا يؤثر فيهم عوارض يوم القيامة بل تخاف الناس ولا يخافون وتحزن الناس ولا يحزنون وقال في حق طائفة فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم هذا حكمه في النطق فكيف في جميع الأحوال والصدق إذا جاء من خارج جاء بغير صورته فإنه ظهر في مادة إمكانية فلم يؤثر أثرا في كل من جاء إليه فإن كان في المحل صدق الايمان ميزه وعرفه في المادة التي ظهر فيها فقبله وعمل بمقتضاه فكان نورا على نور ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم كما زاد من ليست له حالة الصدق رجسا إلى رجسهم والصدق بذاته مؤثر حيث ظهر عينه ظهر حكمه ومن ليست له هذه الحال المؤثرة في الوقت فهو غائب عن صدقه في ذلك الوقت ولا بد ويدعيه من مكان بعيد فالصدق من حيث تعلقه بالكون هو حال ومن حيث تعلقه من الصادق بالله هو مقام فمن حيث هو مقام لا يكون عنه أثر فإن تعلقه بالله والله ليس بمحل لتأثر الأكوان فيكون صاحبه صادق التوجه إلى الله فإن ظهر عمن
(٢٢٢)