جميع المراتب تتمنى أن تكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الاسم الظاهر ليجمعوا بينه وبين ما حصل لهم من اسمه الباطن إذ كان كل شرع بعثوا به من شرعه عليه السلام من اسمه الباطن إذ كان نبيا وآدم بين الماء والطين فقوله تعالى له أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وما قال بهم إذ كان هداهم هداك الذي سرى إليهم في الباطن من حقيقتك فمعناه من حيث العلم إذا اهتديت بهداهم فهو اهتداؤك بهديك لأن الأولية لك باطنا والآخرية لك ظاهرا والأولية لك في الآخرية ظاهرا وباطنا (السؤال الخامس والأربعون ومائة) ما تأويل قول موسى اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجواب لما عرف موسى أن الأنبياء في النسبة إلى محمد نسبة أمته إليه وأن نسبة أمته إليه من اسمه الظاهر والباطن ونسبة الأنبياء إليه من اسمه الباطن أراد موسى أن يجمع الله له بين الإسمين في شرعه ثم إنه لما علم أنه تبع ولم يشك أراد إقامة جاهه عند محمد صلى الله عليه وسلم على غيره من الرسل إذ كان التباهي يوم القيامة بالتكاثر بالأمم والأتباع وليس في الرسل أكثر أتباعا من موسى عليه السلام كما أخبر صلى الله عليه وسلم في الصحيح حين رأى سوادا أعظم فسأل فقيل له هذا موسى وأمته وقد قال صلى الله عليه وسلم إنه سيد الناس يوم القيامة والسيد لا يكاثر فإذا كان موسى بدعائه من أمة محمد في الدرجة ظاهره وباطنه مثل ما نحن زاد هو وأمته في سوادنا بلا شك وما قال عليه السلام إني مكاثر بكم الأمم إلا في أمم لم يكن لنبيها مجموع الإسمين اللذين دعا الله موسى أن يكونا له فكل من جمع بين الإسمين حشر معنا في أمته صلى الله عليه وسلم فيباهي موسى بأمته سائر الأنبياء الذين حشروا معنا فيكونون معه بمنزلة الأمراء المقدمين على العساكر فأكبرهم أميرا أكثرهم جيشا وأكثرهم جيشا أعظمهم قدرا وحرمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الترمذي إنه يكون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هو أفضل من أبي بكر الصديق عند ما يرى أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين فإنه معلوم أن عيسى عليه السلام أفضل من أبي بكر وهو من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومتبعيه وإنما ذكرناه لكون الخصم يعلم أنه لا بد أن ينزل في هذه الأمة في آخر الزمان ويحكم بسنة محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما حكم الخلفاء المهديون الراشدون فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويدخل بدخوله من أهل الكتاب في الإسلام خلق كثير أيضا (السؤال السادس والأربعون ومائة) إن لله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم النبيون بمقاماتهم وقربهم إلى الله تعالى (الجواب) يريد ليسوا بأنبياء تشريع لكنهم أنبياء علم وسلوك اهتدوا فيه بهدى أنبياء التشريع وقد ذكرنا مقامهم ومعنى النبوة وتفاصيلها في هذا الباب وفي غيره من هذا الكتاب غير أنهم ليس لهم أتباع لوجهين الواحد لغنائهم في دعائهم إلى الله على بصيرة عن نفوسهم فلا تعرفهم الأتباع وهم المسودون الوجه في الدنيا والآخرة من السؤدد عند الرسل والأنبياء والملائكة ومن السواد لكونهم مجهولين عند الناس فلم يكونوا في الدنيا يعرفون ولا في الآخرة يطلب منهم الشفاعة فهم أصحاب راحة عامة في ذلك اليوم والوجه الآخر أنهم لما لم يعرفوا لم يكن لهم أتباع فإذا كان في القيامة جاءت الأنبياء خائفة يحزنهم الفزع الأكبر على أممهم لا على أنفسهم وجاء غير الأنبياء خائفين يحزنهم الفزع الأكبر على أنفسهم وجاءت هذه الطائفة مستريحة غير خائفة لا على نفوسهم ولا يحزنهم الفزع الأكبر على أممهم إذ لم يكن لهم أمم وفيهم قال الله تعالى لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون أن يرتفع الحزن والخوف فيه عنكم في حق أنفسكم وحق الأمم إذ لم تكن لكم أمة ولا تعرفتم لأمة مع انتفاع الأمة بكم ففي هذا الحال تغبطهم الأنبياء المتبوعون أولئك المهيمون في جلال الله العارفون الذين لم تفرض عليهم الدعوة إلى الله انتهى الجزء التسعون (بسم الله الرحمن الرحيم) (السؤال السابع والأربعون ومائة) ما تأويل قول بسم الله (الجواب) هو للعبد في التكوين بمنزلة كن
(١٢٥)