فلا نستحق شيئا لا من أسمائه ولا مما نعتقد فيها أنها أسماؤنا وهذا موضع حيرة ومزلة قدم إلا لمن كشف الله عن بصيرته ونحن بحمد الله وإن كنا قد علمناها فهي من العلوم التي لا تذاع أصلا ورأسا وبمعرفته بها دعا من دعا إلى الله على بصيرة وهو الشخص الذي هو على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه يشهد له بصدق البينة التي هو عليها فالفطن يعلم ما سترناه بإعلام الله في قوله ويتلوه شاهد منه هل تلك الأسماء إذا نسبت إلى الله هل تنسب إليه تخلقا أو استحقاقا وإذا نسبت إلى العبد هل تنسب إليه تخلقا كسائر الأسماء الإلهية التي لا خلاف فيها عند العام والخاص أو تنسب إليه بطريق الاستحقاق فالشاهد المطلوب هنا أن عين العبد لا تستحق شيئا من حيث عينه لأنه ليس بحق أصلا والحق هو الذي يستحق ما يستحق فجميع الأسماء التي في العالم ويتخيل أنها حق للعبد حق لله فإذا أضيفت إليه وسمي بها على غير وجه الاستحقاق كانت كفرا وكان صاحبها كافرا قال الله تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء فكفروا بالمجموع هذا إذا كان الكفر شرعا فإن كان لغة ولسانا فهو إشارة إلى الأمناء من عباد الله الذين علموا أن الاستحقاق بجميع الأسماء الواقعة في الكون الظاهرة الحكم إنما يستحقها الحق والعبد يتخلق بها وأنه ليس للعبد سوى عينه ولا يقال في الشئ إنه يستحق عينه فإن عينه هويته فلا حق ولا استحقاق وكل ما عرض أو وقع عليه اسم من الأسماء إنما وقع على الأعيان من كونها مظاهر فما وقع اسم الأعلى وجود الحق في الأعيان والأعيان على أصلها لا استحقاق لها فهذا شرح قوله ويتلوه شاهد منه يشهد له بصدق النسبة أنه عين بلا حكم وكونه مظهرا حكما لا عينا فالوجود لله وما يوصف به من أية صفة كانت إنما المسمى بها هو مسمى الله فافهم إنه ما ثم مسمى وجودي إلا الله فهو المسمى بكل اسم والموصوف بكل صفة والمنعوت بكل نعت وأما قوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون من أن يكون له شريك في الأسماء كلها فالكل أسماء الله أسماء أفعاله أو صفاته أو ذاته فما في الوجود إلا الله والأعيان معدومة في عين ما ظهر فيها وقد اندرج في هذا الفصل إن فهمت جميع ما ذكرناه في تقسيم الضميرين المنصوب والمرفوع فالوجود له والعدم لك فهو لا يزال موجودا وأنت لا تزال معدوما ووجوده إن كان لنفسه فهو ما جهلت منه وإن كان لك فهو ما علمت منه فهو العالم والمعلوم والذي يقصده أكثر الناس بقولهم أي اسم منح الله الرسول من أسمائه هو الاسم الذي يستدعيه تأييد دعوته وهو المعبر عنه بالسلطان والإعجاز أثره وإن منحه النبي فهو الاسم الذي يتأيد به في حصول الرتبة النبوية وصحتها وقد يكون لكل شخص اسم يمنحه بحسب ما تقتضيه رتبته من مقام نبوته أو رسالته غير أن الاسم الواهب هو الذي يعطي ذلك إلا إذا كان المقام مكتسبا فقد يعطيه الاسم الكريم أو الجواد أو السخي انتهى الجزء الحادي والثمانون (بسم الله الرحمن الرحيم) (السؤال الحادي والعشرون) أي شئ حظوظ الأولياء من أسمائه الجواب هنا تفصيل هل يريد بالاسم الذي أوجب لهم هذه الحظوظ أو الاسم الذي يتولاهم فيها أو الاسم الذي تنتجه هذه الحظوظ فإن أراد الاسم أو الأسماء التي أوجبت لهم هذه الحظوظ فالحظوظ على قسمين حظوظ مكتسبة وحظوظ غير مكتسبة ولكل واحد من القسمين اسم يخصه من حيث ما يوجبها ومن حيث ما يتولاها ومن حيث ما تنتجه فما كان من الحظوظ المكتسبة فالأسماء التي توجبها هي الأسماء التي تعطيهم الأعمال التي اكتسبوها بها وهي مختلفة كل عمل بحسب اسمه فكل عامل إذا كان عارفا يعلم الاسم الذي يخص تلك الحركة العلمية من الأسماء الإلهية ويطول التفصيل فيها والأسماء التي تتولاهم في حال وجودها لهم فهي بحسب ما هو ذلك الحظ فالحظ يطلب بذاته من يتولاه من الأسماء والحظوظ مختلفة وكذلك الأسماء التي توجبها الحظوظ وتنتجها فهي بحسب الحظوظ أيضا فتختلف الأسماء باختلاف الحظوظ وعلى هذا النسق الكلام في الحظوظ التي هي غير مكتسبة من التفصيل (السؤال الثاني والعشرون) وأي شئ علم المبدأ الجواب سأل بلفظ في العامة يعطي البدء وفي الخاصة يعطي موجب
(٥٤)