السماء الذي أوحى الله فيها أمرها ولها من الأيام يوم الخميس فكل سر يكون للعارفين وعلم وتجل فمن حقيقة موسى من هذه السماء وكل أثر يظهر في الأركان والمولدات يوم الخميس فمن كوكب هذه السماء وحركة فلكها مجملا من غير تفصيل ولها الضاد المعجمة ومن المنازل الصرفة فأما وجود الحروف المذكورة في كل سماء فلتلك السماء أثر في وجودها وأما قولنا إن لها من المنازل الصرفة أو كذا لكل سماء فلسنا نريد أن لها أثرا في وجود المنزلة كما أردنا بالحرف وإنما أريد بذلك أن هذا الكوكب الخاص بهذا الفلك أول ما أوجده الله وتحرك أوجده في المنزلة التي نذكرها له بعينها فهي منزلة سعده حيث ظهر فيها وجوده فهذا معنى قولي له من المنازل كذا ولكل سماء وفلك أثر في معدن من المعادن السبعة يختص به وينظر إلى ذلك المعدن بقوته (الفصل الثالث والعشرون) في الاسم القاهر توجه هذا الاسم الإلهي على إيجاد السماء الثالثة فأظهر عينها وكوكبها وفلكه وجعلها مسكن هارون عليه السلام وبهذا الاسم الإلهي أوحى فيها أمرها وكان وجود كوكبها حركة فلكه في منزلة العوا يوم الثلاثاء فمن الأمر الموحي فيها إهراق الدماء والحميات وعن حركة هذا الفلك ظهر حرف اللام من الحروف اللفظية فكل علم وسر من الأسرار الإلهية يظهر على العارفين يوم الثلاثاء فهو من هذه السماء من روح هارون وكل أثر في الأركان والمولدات فمن أمر هذا الفلك وحركة كوكبه فإن الله لما أوحى في كل سماء أمرها أوحى بالاسم الإلهي الخاص بذلك فذلك الاسم هو الممد لها (الفصل الرابع والعشرون) في الاسم النور وتوجه هذا الاسم الإلهي على إيجاد السماء الرابعة وهي قلب العالم وقلب السماوات فأظهر عينها يوم الأحد وأسكن فيها قطب الأرواح الإنسانية وهو إدريس عليه السلام وسمى الله هذه السماء مكانا عليا لكونها قلبا فإن التي فوقها أعلى منها فأراد علو مكانة المكان فلهذا المكان من المكانة رتبة العلو وأوجدها في منزلة السماك وأظهر كوكبها وفلكه وكون حرف النون عنها وأظهر بحركة كوكبها الليل والنهار فقسم اليوم فتقسم فيه الحكم الإلهي في العالم فجعل كل واحد منهما أنثى والآخر ذكر الانتاج ما يظهر في الأركان من المولدات فكل ما ولد وظهر من الآثار عموما في الأيام كلها بالنهار فأمه النهار وأبوه الليل وما ظهر من ذلك بالليل فأمه الليل وأبوه النهار فيولج الليل في النهار إذا كان النهار أنثى ويولج النهار في الليل إذا كان الليل أنثى وقد بينا ذلك في كتاب الشأن فكل ما ظهر من العلم والآثار في المولدات يوم الأحد فمن هذه السماء وساكنها لا بل في كل يوم وفي كل العالم الذي تحت حيطته ولا يخنس كوكبها (الفصل الخامس والعشرون) في الاسم المصور توجه هذا الاسم الإلهي على إيجاد السماء الخامسة وفلكها وكوكبها وكان ظهور ذلك في منزلة الغفر وأوحى فيها إظهار صور الأرواح والأجسام والعلوم في العالم العنصري واختصت بالأثر الكامل بطريق التولية بيوم الجمعة وأسكن فيها يوسف عليه السلام وعنها ظهر حرف الراء (الفصل السادس والعشرون) في الاسم المحصي قال تعالى وأحصى كل شئ عددا يريد موجودا وتوجه هذا الاسم الإلهي على إيجاد السماء السادسة وكوكبها وفلكها يوم الأربعاء في منزلة الزبانا وأسكن فيها عيسى عليه السلام فكل ما ظهر في يوم الأربعاء في العالم العنصري من الآثار الحسية والمعنوية وما يحصل للعارفين في قلوبهم من ذلك فمن وحي هذه السماء ومنها ظهر حرف الطاء المهملة (الفصل السابع والعشرون) في الاسم المبين توجه هذا الاسم على إيجاد السماء الدنيا وكوكبها وفلكه يوم الاثنين في منزلة الإكليل وعن حركة هذا الفلك حرف الدال المهملة وله كل حكم يظهر في العالم يوم الاثنين روحا وجسما وهذا كله بنهار ذلك اليوم لا بليله فإن ليلة كل يوم ما هي الليلة التي يكون ذلك اليوم في صبيحتها ولا الليلة التي تكون بغروب شمسه في ذلك اليوم وقد ذكرنا ذلك في كتاب الشأن وإنما ليلته التي لذلك اليوم هي في أول ساعة من الليل الذي هو حاكم في أول ساعة من النهار فذلك يوم تلك الليلة وتلك الليلة ليلة ذلك اليوم فهذا أريد اعلم أن هذه السماء الدنيا أوحى الله فيها أمرها وأسكنها آدم وهو الإنسان الفرد أصل هذا النوع وهو قوله تعالى خلقكم من نفس واحدة إلا أنه جعله الله
(٤٤٥)