لله أزلا والفقر للممكن في حال عدمه إلى الله من حيث غناه أزلا والموصوفان بالأزل نفيا وإثباتا لا يتقدم أحدهما على الآخر لأن الأزل لا يصح فيه تقدم ولا تأخر فافهم (السؤال الموفي مائة) ما قوله آمين الجواب لما أراد الثناء بما هو دعاء في مصالح ترجع إلى الداعي لهذا قيل له قل آمين وهي تقصر وتمد قال الشاعر في القصر تباعد مني فطحل وابن أمه أمين فزاد الله ما بيننا بعدا يعني حتى يتفرد مع الحق الذي لا يقبل البينية وقال الشاعر في المد يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا يعني في دعائه بالبعد بينه وبين من يقبل البينية وورد في الشرع الجهر بها والإخفاء لأن الأمر ظاهر وباطن فالباطن يطلب الإخفاء والظاهر يطلب الجهر غير أن الظاهر أعم فإذا جهر بها فقد حصل حظ الباطن وإذا أسر بها لم يعلم الظاهر ما جرى والباطن خصوص والأسرار بها خاص لخاص والظاهر عموم فالجهر بها عام لعام وخاص من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وكل مذكور في ملأ فهو مذكور في النفس وما كل ما هو مذكور في النفس يكون مذكورا في الملأ قوله عليه السلام أو استأثرت به في علم غيبك هي أسماء لا يعلمها إلا هو فعلم السر أتم وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو فالمفاتيح العلم بها خاص له والغيب قد يظهر على غيبه من يرتضيه من رسله إلا من ارتضى من رسول فالسر بها أتم مقاما من الجهر بها والجهر بها أعم منفعة من السر السر بها آمين معناه أجب دعاءنا لا بل معناه قصدنا إجابتك فيما دعونا ك فيه يقال أم فلان جانب فلان إذا قصده ولا آمين البيت الحرام أي قاصدين وخفف أمين للسرعة المطلوبة في الإجابة والخفة تقتضي الإسراع في الأشياء فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة فقد غفر له ولم يقل فقد أجيب لأنه لو أجيب لما غفر له لأن المهدي ما له ما يغفر أي فمن أمن مثل تأمين الملائكة هذا معنى الموافقة لا الموافقة الزمانية وقد تكون الموافقة الزمانية فيحويهم زمان واحد عند قولهم آمين والملائكة لا يخلو قولها في آمين هل يقولونها متجسدين أو يقولونها غير متجسدين فإن قالتها متجسدة فربما يريد الموافقة الزمانية خاصة لأن التجسد يحكم عليهم بالإتيان بلفظة آمين أي بترتيب هذه الحروف وإن قالتها غير متجسدة فلم تبق الموافقة إلا أن يقولها العبد بالحال التي يقولها الملك والحال هنا على أقسام الحال الواحدة أن يقولها بربه فإن الملك يقولها كذلك أو يقولها بحاله التي تقتضيها ذاته فالإنسان إذا قالها كذلك قالها من حيث روحانيته إلا من حيث حسه أو يقولها بحكم النيابة فالملك قد يقولها كذلك أو يقولها وهو هو فالملك قد يقولها كذلك وقول الإنسان بحكم النيابة هو قوله بحكم الصورة التي خلق عليها فينبغي للإنسان أن يقولها بكل حال يقولها الملك من هذه الأقسام التي ذكرناها فإذا قالها غفر الله له ولا بد أن يستره الله عن كل أمر يضاد الهداية بما تنتج لا بد من ذلك لأن نتيجة الهداية سعادة وقد يكون في حياته الدنيا غير مهدي والعناية قد سبقت فيجني ثمرة الهداية فلهذا لم يقل أجيب وقال غفر فهذا معنى قوله آمين وكل داع بحسب ما دعا فإن الله يستجيب له بأمر سعادي لا بما عينه فقد أجابه بما فيه سعادته إذ هي المطلوب الأعم في كل دعاء داع (السؤال الحادي ومائة) ما السجود الجواب السجود من كل ساجد مشاهدة أصله الذي غاب عنه حين كان فرعا عنه فلما اشتغل بفرعيته عن أصليته قيل له اطلب ما غاب عنك وهو أصلك الذي عنه صدرت فسجد الجسم إلى التربة التي هي أصله وسجد الروح إلى الروح الكل الذي عنه صدر وسجد السر لربه الذي به نال المرتبة والأصول كلها غيب ألا تراها قد ظهرت في الشجر أصولها غيب فإن التكوين غيب لا يشاهده أحد الجنين يتكون في بطن أمه فهو غيب حيوان آخر يتكون في البيض فإذا كمل تشقق عنه الحق أصل وجود الأشياء وهو غيب لها السجود تحية الملوك لما كان السوقة دون الملك فالملك له العلو والعظمة فإذا دخل عليه من دونه سجد له أي منزلتنا منك منزلة السفل من العلو فإنهم نظروا إليه من حيث مكانته ومرتبته لا من حيث نشأته فإنهم على السواء في النشأة سجدت الملائكة لمرتبة العلم
(١٠١)