فما أفاده القوم: من الجريان الفعلي (1) شرط في الجملة، وما نفاه الشهيد (2) والسبزواري (3) وغيرهما (4)، صحيح في الجملة، ولعلهما أرادا إلحاق النابع غير السائل - بنحو كلي - بالجاري حكما، أو استكشفا من الأدلة اللفظية مناطا أعم، فافهم.
ومن العجيب، مراجعة جماعة من الأصحاب كالسيد في مفتاح الكرامة إلى اللغة في فهم المعنى المركب (5)، وهو الماء الجاري!! مع أن المركبات ليست ذات وضع على حدة، وانصرافها إلى موارد لا يورث الوضع التعيني بلا شبهة، مع أن في بعض المآثير ورد:
أليس هو جار؟ (6) من غير ذكر الموصوف.
فعليه يتعين الرجوع إلى العرف واللغة في فهم الجاري من غير إضافة إلى الماء ثم بعد الإضافة ربما يستظهر منه المعنى الآخر، كما هو كذلك فيما نحن فيه، ضرورة أن الجاري ليس عنوانا مثل التاجر ولكنه بعد مراعاته مضافا إلى الماء يعرف منه المعنى الأخص إنصافا.