مع أنه يمكن دعوى: أن ما هو الأقل هو الأقل، من مجموع ما ورد في الشرع، فبعد المراجعة إلى المآثير يظهر لك ذلك إن شاء الله تعالى.
أقسام العناوين المأخوذة في الأخبار ومنها الكثير فنقول: العناوين المأخوذة في المآثير على أنحاء:
فتارة: تكون هي العناوين الاسمية المطلوبة بالنظر المستقل، ك " الأكثر ".
وأخرى: تكون في الأدلة عناوين كثيرة، إلا أن بعضا منها إرشاد وأمارة وطريق إلى الآخر، كعنوان البلوغ والاحتلام ونبات الشعر والخمس عشرة سنة فإنها عناوين، إلا أن الكل ربما تكون طريقا إلى الاحتلام، والعناوين المذكورة في الرضاع، فإن بعضا منها طريق إلى الآخر.
وثالثة: تختلف العناوين في المآثير، إلا أن من الممكن رجوع المجموع إلى العنوان الآخر المشترك بين الكل غير المذكور مثلا في الأخبار، ولكن العرف يجد ذلك بعد الدقة في أطراف المسألة، كما ذكرنا ذلك في كتاب الصلاة، وقوينا هناك أن عنوان خفاء الأذان والجدران من العناوين المترشحة عن الأمر الآخر، وهو عنوان البعد عن المنزل، وانقطاع المسافر عن البلد بحيث يكون مسافرا بالاطلاق الصحيح ومنقطعا (1)، وبذلك تنحل الشبهة الواردة في تلك المسألة، وإلا فالشبهة غير قابلة للحل حسب النظر العلمي، فليراجع.