الأصفر، فكأنه منها، بمعنى أن الجيفة عملها الصفرة، كما أن الدم عمله الحمرة، ولتلك النكتة أتي بها في الرواية دون سائر الألوان، كما أن الاتيان بريحها في المآثير، لأن سراية الريح أسرع من اللون، ولا يطلع الناس نوعا على طعمها حتى يشخص ذلك.
تأييد اعتبار الغلبة برواية ابن سنان ومما يؤيد اعتبار الغلبة، رواية عبد الله بن سنان، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر، عن غدير أتوه وفيه جيفة.
فقال: إن كان الماء قاهرا، ولا توجد منه الريح، فتوضأ (1).
وأما ما في ذيل معتبر شهاب بن عبد ربه: وكلما غلب عليه كثرة الماء فهو طاهر (2) فهو ظاهر في أن المراد هي الكثرة الموجبة للتغير والغلبة.
فتوهم: أنه شاهد على أن العناوين الأخر، مأخوذة طريقا، فيتم القول بالتقدير، فاسد.
وقريب منه في الفاسد، دعوى أن النسبة بينهما عموم من وجه، فإذا تغير الماء مثلا ينجس، وإذا غلبت النجاسة بكثرتها - أي كان مقدارها أكثر