موقف الدعوى تكون مبالغة، وإلا فهو الوصف، ولذلك يشكل حكمه، لاحتمال كونه كذبا جائزا، والتفصيل يطلب من مقام آخر.
تقريب الاستدلال بالآية الثانية على المطهرية ومنها: قوله تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) (1).
وقد يتوهم: أن الانزال أعم من النزول الحسي (2)، لما ورد في الكتاب ما يتعين فيه، مثل قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) (3) ونظائره كثيرة، فلا يختص الاتيان بماء المطر من تلك الجهة، بل يعم جميع المياه، مع أن جميع المياه إلا ماء البحر - حسب ما يستفاد من الآية (4) والرواية (5) - من ماء المطر، فيتم المطلوب بعدم القول بالفصل (6).