____________________
كما كان زيد بن عمرو بن نفيل وأضرابه، بل إن آباء الأنبياء كلهم ما كانوا كفارا تشريفا لمقام النبوة، وكذلك أمهاتهم وإن آزر لم يكن أبا لإبراهيم بل كان عمه، ويدل على ذلك قوله تعالى: وتقلبك في الساجدين، مع قوله صلى الله عليه وسلم: لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات إلى أن قال: وقد ارتضى كلامه هذا أئمة محققون منهم العلامة المحقق السنوسي والتلمساني محشي الشفاء، فقالا لم يتقدم لوالديه شرك وكان مسلمين لأنه صلى الله عليه وسلم انتقل من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ولا يكون ذلك إلا مع الإيمان بالله تعالى، وقد أيد الجلال السيوطي كلام الفخر الرازي بأدلة كثيرة وألف في ذلك رسائل إلى أن قال زيني دحلان: وقد صحت الأحاديث في البخاري وغيره وتظافرت نصوص العلماء بأن العرب من عهد إبراهيم كانوا على دينه لم يكفر منهم أحد إلى أن جاء عمرو بن عامر الخزاعي الذي قال له عمرو بن الحي فهو أول من عبد الأصنام وغير دين إبراهيم الخ انتهى وهذا نبذ من كلماتهم في المقام ولعمري ما أقل حياء رجل يذهب إلى عدم اشتراط الطهارة من الدنائة وغيرها وما أساء أدبه النسبة إلى ساحة النبي الأكرم، فأكرم بما اخترناه من التقديس والتنزيه في نسبه وحسبه وقد ورد في زيارة مولينا الحسين الشهيد سبط الرسول صلى الله عليه وآله (أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها).
ثم إن ما اخترناه من الطهارة والتنزيه في أصول النبي صلى الله عليه وآله، هو مختارنا في أصول أوصيائه وخلفائه الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كيف وهم فرع من تلك الشجرة المباركة الزكية الطيبة الطاهرة.
(1) العهر بفتح العين وكسرها: السفاح والزناء ومنه قوله صلى الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
ثم إن ما اخترناه من الطهارة والتنزيه في أصول النبي صلى الله عليه وآله، هو مختارنا في أصول أوصيائه وخلفائه الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كيف وهم فرع من تلك الشجرة المباركة الزكية الطيبة الطاهرة.
(1) العهر بفتح العين وكسرها: السفاح والزناء ومنه قوله صلى الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر.