حتى يعطيها شيئا * قال أبو محمد: وهذا خبر لا يصح لأنه إنما جاء من طريق مرسلة أو فيها مجهول أو ضعيف وقد تقصينا طرقها وعللها في كتاب الايصال الا ان صفتها كلها ما ذكرنا ههنا لا يصح شئ منها الا خبر من طريق أحمد بن شعيب انا عمرو بن منصور نا هشام بن عبد الملك الطيالسي نا حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس (ان عليا قال: تزوجت فاطمة فقلت: يا رسول الله أبن لي؟ فقال: أعطها شيئا فقلت: ما عندي شئ قال فأين درعك الحطمية؟ قلت: هو عندي قال: فاعطها إياه) * قال أبو محمد: إنما كان ذلك على أنه صداقها لا على معنى انه لا يجوز الدخول الا حتى يعطيها شيئا، وقد جاء هذا مبينا كما نا أحمد بن قاسم قال: نا أبى قاسم بن محمد بن قاسم قال: حدثني جدي قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير نا الحسن بن حماد نا يحيى بن يعمر الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن البصري عن أنس قال: قال علي بن أبي طالب:
(أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله قد علمت قدمي في الاسلام ومناصحتي وانى وانى قال: وما ذاك يا علي؟ قال: تزوجني فاطمة قال: وما عندك؟ قلت عندي فرسي ودرعي قال: اما فرسك فلا بد لك منها واما درعك فبعها قال: فبعتها بأربعمائة وثمانين فاتيته بها فوضعتها في حجره ثم قبض منها قبضة وقال: يا بلال ابغنا بها طيبا) وذكر باقي الحديث، فهذا بيان ان الدرع إنما ذكرت في الصداق لا من أجل الدخول لأنها قصة واحدة بلا شك * قال أبو محمد: وقد جاء في هذا أثر كما روينا من طريق أبى عبيد نا عمر بن عبد الرحمن نا منصور بن المعتمر عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا تزوج امرأة فجهزها إليه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينقد شيئا * قال على: خيثمة من أكابر أصحاب ابن مسعود وصحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه م، قال على: قال الله عز وجل: (الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) ولا خلاف بين أحد من المسلمين في أنه من حين يعقد الزواج فإنها زوجة له فهو حلال لها وهي حلال له فمن منعها منه حتى يعطيها الصداق أو غيره فقد حال بينه وبين امرأته بلا نص من الله تعالى ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الحق ما قلنا إن لا يمنع حقه منها ولا تمنع هي حقها من صداقها لكن يطلق على الدخول عليها أحبت أم كرهت ويؤخذ مما يوجد له صداقها أحب أم كره، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تصويب قول القائل: (اعط كل ذي حق حقه) وبالله تعالى التوفيق *