(والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وهذه ليست زوجا ولا ملك يمين فهو عاهر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فلم يجعل عليه الصلاة والسلام الا فراشا أو عهرا، وهذه ليست فراشا فهو عهر والعهر الزنا وعلى الزاني الحد ولا حد على الجاهل المخطئ لقول الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) ولقوله تعالى: (لأنذركم به ومن بلغ) وهذا لم يبلغه فلا شئ عليه، وأما المعتقة تخير فلان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: (لو راجعتيه) وسنذكره في بابه إن شاء الله عز وجل * وأما قولنا: ان الناكح في العدة الواطئ فيها جاهلا كان أو عالما فحد وكان غير محصن ولم تحد هي لجهلها أو لم ترجم لأنها كانت بكرا معتدة من وفاة فله أن يتزوجها بعد تمام عدتها التي تزوجها فيها فلان الله عز وجل ذكر لنا كل ما حرم علينا من النساء في قوله تعالى: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) الآية إلى قوله تعالى: (وأحل لكم ما وراء ذلكم) فلم يذكر لنا المنكوحة في العدة المدخول بها فيها في جملة ما حرم علينا ابتداء النكاح فيها بعد تمام عدتها فإذ لم يذكرها تعالى لا في هذه الآية ولا في غيرها ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أحلها الله تعالى في القرآن نصا بقوله عز وجل: (وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين) وقولنا هذا هو قول الحسن. وحماد بن أبي سليمان. وأبي حنيفة. وأصحابه، وسفيان الثوري. والشافعي. وأبي سليمان. وأصحابهم، وقال سعيد بن المسيب. وربيعة. ومالك.
والليث. والأوزاعي: لا تحل له أبدا. وقال مالك. والليث: ولا بملك اليمين، وما لمن قال هذا حجة أصلا الا شغيبتان، إحداهما أنهم قالوا. تعجل شيئا قبل وقته فواجب ان يحرم عليه في الأبد (1) كالقاتل العامد يمنع الميراث.
قال أبو محمد: وهذا من أسخف قول يسمع قبل كل شئ من أين وضح لهم تحريم الميراث على القاتل ولا نص يصح فيه ولا اجماع؟ قد أوجب الميراث لقاتل العمد الزهري.
وسعيد بن جبير. وغيرهما، ثم من أين لهم ان من تعجل شيئا قبل وقته وجب ان يحرم عليه ابدا، وأي نص جاء بهذا أو أي عقل دل عليه؟ ثم لو صح لهم ان القاتل يمنع من الميراث فمن أين لهم ان ذلك لتعجيله إياه قبل وقته؟ وكل هذا كذب وظن فاسد وتخرص بالباطل، ويلزمهم ان طردوا هذا الدليل السخيف ان يقولوا فيمن غصب مال موروثه: ان يحرم عليه في الأبد لأنه استعجله قبل وقته، وان يقولوا في امرأة