عن الزهري قال: لا تجوز شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض * ومن طريق ابن أبي شيبة نا حفص عن أشعث نا حماد عن إبراهيم النخعي قال: لا تجوز شهادة أهل ملة الا على أهل ملتها اليهودي على اليهودي والنصراني على النصراني * ومن طريق وكيع عن عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لا تجوز شهادة ملة على ملة الا المسلمين قال وكيع: وهو قول ابن أبي ليلى * قال أبو محمد: وهو قول الأوزاعي. والليث: والحسن بن حي * قال على: فروى كلا القولين كما أوردنا عن حماد بن أبي سليمان. والزهري. والشعبي * والنخعي، وروى القول الأول عن نافع وروى الثاني عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأبى سلمة بن عبد الرحمن. وربيعة الرأي. وقتادة والحسن. وعطاء * قال أبو محمد: ولا يصح عن علي أصلا لأنه عن ابن لهيعة ثم هو أيضا منقطع، قال على: أما قول أبي حنيفة فلم يرو لا صحيحا ولا سقيما عن أحد من الصحابة فهو خلاف لكل ما جاء في هذه المسألة عن الصحابة، وأما مالك فخالف شيوخه المدنيين أبا سلمة بن عبد الرحمن. ونافعا. والزهري. وربيعة. ويحيى بن سعيد الأنصاري وهم يعظمون هذا إذا وافق رأى صاحبهم، واحتج من أجاز قبول شهادة بعضهم على بعض بما روينا من طريق الطحاوي نا روح بن الفرج نا يحيى بن سليمان الجعفي نا عبد الرحيم بان سليمان الرازي نا مجالد عن الشعبي عن جابر قال في حديث اليهوديين اللذين زنيا لليهود ائتوني بالشهود فشهد أربعة منهم على ذلك فرجمهما النبي صلى الله عليه وسلم * قال أبو محمد: مجالد هالك روينا من طريق يحيى بن سعيد القطان أنه قال: لو شئت ان يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله لفعل، وعن شعبة أستخير الله وادمر على مجالد، وعن أحمد بن حنبل أن مجالدا يزيد في الاسناد: وعن ابن معين مجالد لا يحتج بحديثه والعجب كله من احتجاجهم بقول الله تعالى: (إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية) وهم أول مخالف لهذه الآية، وقالوا: ظاهرها جوازها على المسلمين والكافر في كل شئ ثم نسخت عن المسلمين فبقيت على الكفار * قال أبو محمد: وهذا تجليح منهم بالكذب على الله تعالى جهارا مرارا، إحداها دعوى النسخ بلا برهان، والثانية قولهم: ان ظاهرها جواز شهادتهم في كل شئ وليس في الآية الا عند حضور الموت حين الوصية فقط ثم تحليفهما ثم تحليف المسلمين الشاهدين بخلاف شهادتهما فما رأيت أقل حياء ممن قال ما ذكرنا، ونعوذ بالله من الخذلان والاستخفاف بالكذب على القرآن، والثالثة قولهم: نسخت عن المسلمين وبقيت على (*)