حاش الوصية في السفر فقط فإنه يقبل في ذلك مسلمان أو كافران من أي دين كانا أو كافر وكافرتان أو أربع كوافر ويحلف الكافر ههنا مع شهادتهم ولا بد بعد الصلاة أي صلاة كانت ولو أنها العصر لكان أحب الينا بالله لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الآثمين، ثم يحكم بما شهدوا به، فان جاءت بينة مسلمون بان الكافر كذبوا حلف المسلمان الشاهدان أو المسلم والمرأتان أو الأربع نسوة بالله لشهادتنا أحق من شهادة أولئك وما اعتدينا انا إذا لمن الظالمين ثم يفسخ ما شهد به الكفار * برهان ذلك قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) والكافر فاسق فوجب أن لا يقبل، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ان أنتم ضربتم في الأرض) الآية فوجب أخذ حكم الله تعالى كله وان يستثنى الأخص من الأعم ليتوصل بذلك إلى طاعة الجميع ومن تعدى هذا الطريق فقد خالف بعض أوامر الله تعالى وهذا لا يحل * وروينا من طريق محمد بن إسحاق عن أبي النضر عن زاذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في قول الله عز وجل: (شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) الآية قال: برئ الناس منها غيري وغير عدى بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام فأتيا إلى الشام وقدم عليهما بديل (1) بن أبي مريم مولى بنى سهم ومعه جام من فضة [يريد به الملك] (2) هو عظم تجارته فمرض فأوصى إليهما قال تميم: فلما مات أخذنا [ذلك] الجام فبعناه بألف ثم اقتسمناه انا وعدى بن بداء فلما قدمنا دفعناه إلى أهله فسألوا عن الجام؟ فقلنا:
ما دفع الينا غير هذا فلما أسلمت بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم [المدينة] تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم البنية؟ فلم يجدوا فأحلفه بما يعظم به على أهل دينه [فحلف] فأنزل الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) الآية فحلف عمرو بن العاصي وواحد منهم فنزعت الخمسمائة درهم من عدى بن بداء * ومن طريق يحيى بن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال: كان تميم الداري. وعدى بن بداء يختلفان إلى مكة للتجارة فخرج معهم رجل من بنى سهم فتوفى بأرض ليس فيها مسلم فأوصى لهما فدفعا تركته إلى أهله وحبسا جاما من فضة مخوصا بالذهب ففقده أولياؤه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كتمنا ولا اطلعنا ثم عرف الجام بمكة فقالوا: