فبيعهما حلال * ومن السنة ما روينا من طريق وكيع أنا سفيان الثوري. وإسماعيل بن أبي خالد كلاهما عن سلمة بن كهيل عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باع المدبر) * ومن طريق عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: دبر رجل من الأنصار غلاما له لم يكن له مال غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يبتاعه منى فاشتراه رجل من بنى عدى بن كعب) قال جابر:
غلاما قبطيا مات عام أول في امارة ابن الزبير * ورويناه أيضا من طريق الليث. وأيوب عن أبي الزبير أنه سمعه من جابر، فهذا أثر مشهور مقطوع بصحته بنقل التواتر وأمر كان بحضرة الصحابة رضي الله عنهم كلهم مسلم راض فلو ادعى المسلم ههنا الاجماع لما أبعد لا كدعاويهم الكاذبة، فقال بعض أهل الكذب: بيع في دين والا فلأي وجه بيع فقلنا:
كذبتم وأفكتم وإنما بيع لأنه لم يكن لمدبره مال غيره فلهذا باعه النبي صلى الله عليه وسلم، وأما لو كان له مال غيره فبيعه مباح لا واجب كسائر من تملك، ومن طريق النظر (1) أنه صح الاجماع على جواز بيع المدبر قبل أن يدبر فمن منع منه بعد أن يدبر فقد أبطل وادعى ما لا برهان له به * ومن طريق القياس الذي لو صح القياس لم يكن شئ أصح من هذا وهو ان المعتق بصفة لا يدرى أيدركها المعتق بها أم لا والموصى بعتقه لا يختلفون في جواز بيعه قبل مجئ تلك الصفة والمدبر موصى بعتقه كلاهما من الثلث فواجب ان صح القياس ان يباع المدبر كما يباع الآخران ولكن لا النصوص يتبعون ولا القياس يحسنون * وممن صح عنه بيع المدبر ما روينا (2) من طريق عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن جدته عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة أم المؤمنين. باعت مدبرة لها * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عمر بن عبد العزيز ومحمد بن سيرين قالا جميعا: المدبر وصية * وبه إلى معمر عن عبد الله بن طاوس قال:
سألني محمد بن المنكدر عن المدبر كيف كان قول أبى فيه أيبيعه صاحبه؟ فقلت: كان أبى يقول: يبيعه ان احتاج إليه فقال ابن المنكدر: وان لم يحتج * ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار قال: كان طاوس لا يرى بأسا ان يعود الرجل في عتاقته قال عمرو. يعنى التدبير * ومن طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: المدبر وصية يرجع فيه إذا شاء * ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج سمعت عطاء يقول: يعاد في المدبر وفى كل وصية * وقد روينا عن ابن سيرين. وعطاء كراهية بيع المدبر * وعن الشعبي يبيعه الجرئ ويرع عنه الورع *