على النار بل سلكنا في طريق الجنة، ولا يخلو الجد من أن يكون له ميراث أو لا يكون له ميراث فإن كان لا ميراث له فمانعه محسن وإن كان له ميراث فاعطاؤه حقه فرض لا يحل منعه منه فالجرأة على أحدهما فرض واجب ولا بد من اعطائه أومن منعه، فمن المحال أن تكون الجرأة في حكمه في الميراث فرضا يعصى الله تعالى من تركها ثم يتوعد على فعل ما افترض الله تعالى علينا بالنار ولكن هذا عيب المرسل والله قطعا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قط هذا الكلام وهو يتلو كلام ربه تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) و (قد تبين الرشد من الغى) ولكن سعيد إذ أضافه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أوهم وإنما هو موقوف على على. وعمر وصحيح عن ابن عمر كما أوردنا (1) قبل أو وهم من دون سعيد فاضافه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما المحفوظ من طريق سعيد انه عن عمر كما أوردنا قبل أو سمعه سعيد ممن وهم فيه لابد من أحدهما فسقط هذا القول، ثم نظرنا في قول زيد. وعبد الرحمن بن غنم اللذين منعاه الميراث مع الاخوة فوجدنا حجتهم ان قالوا: وجدنا ميراث الإخوة منصوصا في القرآن ولم نجد للجد ميراثا في القرآن ووجدنا الجد يدلى بولادته لأبي الميت ووجدنا الاخوة يدلون بولادة أبى الميت فهم أقرب منه، وقد روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عيسى الحناط عن الشعبي ان عمر سأل زيدا عن الجد؟ فضرب له زيد مثلا شجرة خرجت لها أغصان قال الشعبي: فذكر شيئا لا احفظه فجعل له الثلث، قال سفيان: بلغني أنه قال:
يا أمير المؤمنين شجرة أنبتت فانشعب منها غصن فانشعب من الغصن غصنان فما جعل الغصن الأول أولى من الغصن الثاني وقد خرج الغصنان جميعا من الغصن الأول، ثم سأل عليا؟ فضرب له مثلا واديا سال فيه سيل فجعله أخا فيما بينه وبين ستة فأعطاه السدس * ومن طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي نا إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه ان عمر بن الخطاب لما استشار في ميراث بين الجد والاخوة قال زيد: وكان رأيي يومئذ ان الاخوة أحق بميراث أخيهم من الجد وعمر يؤمئذ يرى الجد أولى بميراث ابن ابنه من اخوته فتحاورت. انا عمر محاورة شديدة فضربت له في ذلك مثلا فقلت: لو أن شجرة تشعب من أصلها غصن ثم تشعب من ذلك الغصن خوطان (2) ذلك الغصن يجمع الخوطين دون الأصل ويغدوهما الا ترى يا أمير المؤمنين ان أحد الخوطين أقرب إلى أخيه منه إلى الأصل قال زيد: فأنا أعيد له واضرب له هذه الأمثال وهو يأبى الا ان الجد أولى من الاخوة