التعلق بهذا الخبر جملة وأما الآخر لا أقبل بعد يومى هذا من أحد هدية فرواية سلمة بن الفضل الأبرش وهو ساقط مطرح فبطل التعلق به جملة (1) * وأما حديث الصعب ابن جثامة فقد بين عليه الصلاة والسلام السبب الذي من أجله رده وهو كونهم محرمين وهذا بعض الأحوال التي عمها حديث عمر فهو مستثنى منه وكذلك نقول: إن المحرم إذا أهدى له صيد فهو مخير في قبوله (2) ورده، وهكذا وروينا عن عائشة أم المؤمنين.
وابن عمر أنهما كانا يقبلان الهدايا (3) ويردان الصيد ان أهدى لها وهما محرمان وأما حديث حكيم فبين جدا لأنه لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيمن أخذ المال باشراف نفس ما قال من أنه (لا يبارك له فيه) وعلم من نفسه الاشراف إلى المال لم يستجز أخذه وهكذا نقول: إنه إنما يلزم أخذه من كان غير مشرف النفس إليه، وبرهان ذلك اخباره عن نفسه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه ثم سأله فأعطاه ثم سأله فأعطاه كذا جاء في بعض الروايات حتى خاطبه بما خاطبه به * وروينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد ابن المسيب أعطى النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام يوم حنين عطاء فاستقله فزاده ثم ذكر الحديث المذكور وهذا غاية اشراف النفس * وروينا من طريق أبى داود الطيالسي نا ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحفت في المسألة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنكر مسألتك يا حكيم ان هذا المال حلو خضر) وذكر الحديث فهذا بيان لائح ولا يجوز أن يظن بحكيم رضي الله عنه غير هذا، وأما قول أبي ذر فصحيح لان ما أعطى المرء وطلب عوضا منه فحرام على أخذه وإنما يلزم أخذ ما أعطى دون شرط فاسد * روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله المرهبي عن عبد الله بن مسعود أن رجلا سأله فقال: لي جار يأكل الربا وانه لا يزال يدعوني فقال له ابن مسعود مهناه لك واسمه عليك قال سفيان؟ ان عرفته بعينه (4) فلا تأكله قال أبو محمد: صدق سفيان الاكل غير الاخذ لما عرف أن عينه حرام لأنه يقدر في أخذه على أن يؤدى فيه ما افترضه الله تعالى عليه من ايصاله إلى أهله وازالته عن المظالم ولا يقدر على ذلك في الاكل ففرض عليه اجتناب أكله * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق السبيعي عن الزبير هو ابن الخريت عن سلمان الفارسي قال:
إذا كان لك صديق عامل أو جار عامل أو ذو قرابة عامل فدعاك إلى طعام فاقبله فإنه مهناه لك واثمه عليه * وبه إلى عبد الرزاق عن معمر قال: كان عدى بن أرطأة هو عامل البصرة يبعث إلى الحسن كل يوم بجفان ثريد فيأكل الحسن منها ويطعم أصحابه قال: وبعث عدى