وقد رووا عنه أنه لما قدم إلى المدينة من سفره خرجن إليه نساء المدينة يلعبن بالدف فرحا بقدومه وهو يرقص بأكمامه هل يصدر مثل عن رئيس أو من له أدنى وقار؟!
نعوذ بالله من هذه السقطات، مع أنه لو نسب الشخص أحدهم إلى مثل هذا قابله بالسب والشتم وتبرأ منه، فكيف يجوز نسبة النبي (ص) إلى مثل هذه الأشياء التي يتبرء منها انتهى.
قال الناصب خفضه الله أقول: ضرب الدف ليس بحرام مطلقا، وكذا اللهو كما ذكر في موضعه، وما ذكر من ضرب الجاريتين بالدف عند عائشة كان أيام عيد، واتفق العلماء على جواز اللهو وضرب الدف في أوقات السرور كالأعياد والختان والأملاك، (1) وأما منع أبي بكر عنه فإنه كان لا يعلم جوازه في أيام العيد، وتتمة الحديث أن النبي (ص) قال لأبي بكر: دعهما فإنها أيام عيد فلذلك منعه أبو بكر، فعلمه رسول الله المدينة (ص) أن ضرب الدف والغنا ليس بحرام في أيام العيد وما ذكر أن نساء المدينة خرجن إليه في عوده من السفر فذلك كان من خصال نساء المدينة ولم يمنعهن رسول الله (ص) لأنها كانت قبل نزول الحجاب ولأنهن كن يظهرن السرور بمقدم رسول الله (ص) وهو عبادة، وإن ترك المروة في أمثال هذه الأمور التي توجب الألفة والموافقة، وتطيب الخواطر وتشريح المسائل جائز ولكن نعم ما قيل شعر:
____________________
(1) أملكه إياها: زوجه.