حادث تطليقه زوجته ثلاثا وقع في أثناء اختلاف أهل المذاهب أمامه ثم حصل مجئ العلامة وما جرى له مما مر فكان ذلك السبب الأصلي في ميله إلى التشيع ثم قواه ما حصل من الأمير المذكور والله أعلم. وفي إحقاق الحق وتبعه صاحب مستدركات الوسائل ما يدل على أن هذه المناظرة وقعت ببغداد وان أولجايتو بعد ما تشيع حضر إلى العراق وزار قبر أمير المؤمنين ع وامر باحضار علماء الفريقين وتناظروا أمامه وان خطبة العلامة واعتراض السيد الموصلي عليه وجوابه كان كله بالعراق وكيفما كان فتشيعه على يد العلامة امر مقطوع به مهما كان سببه وفي الروضات: رأيت في بعض تواريخ العامة ذكر هذه القصة بهذه الصورة قال: ومن سوانح سنة 707 اظهار خربندا شعار التشيع باضلال ابن المطهر انتهى.
قال في الروضات: وتقدم العلامة عند هذا السلطان على سائر علماء حضرته مثل القاضي ناصر الدين البيضاوي والقاضي عضد الدين الإيجي ومحمد بن محمود الآملي صاحب كتاب نفائس الفنون وشرح المختصر وغيره والشيخ نظام الدين عبد الملك المراغي من أفاضل الشافعية والمولى بدر الدين الشوشتري والمولى عز الدين الإيجي والسيد برهان الدين العبري وغيرهم وكان في القرب والمنزلة عند السلطان المذكور بحيث كان لا يرضى ان يفارقه في حضر ولا سفر بل نقل انه امر له ولتلاميذه بمدرسة سيارة من الخيام المعمولة من الكرباس الغليظ تنتقل بانتقاله أينما سافر معه يدل على ذلك ما وجد في آخر بعض مؤلفاته انه وقع الفراع منه في المدرسة السيارة السلطانية في كرمانشاهان انتهى وقال لي بعض الإيرانيين ان كرمانشاه اسم للمدينة وكرمانشاهان اسم للقرى المحيطة بها. وفي مدة اقامته في صحبة السلطان المذكور ألف له عدة كتب مثل كتاب منهاج الكرامة وكتاب كشف الحق ورسالة نفي الجبر ورسالة حكمة وقوع النسخ التي سأله عنها السلطان وأكمل هناك الألف الأول من كتاب الألفين قال في مقدمة كشف الحق: وامتثلت فيه مرسوم سلطان وجه الأرض الباقية دولته إلى يوم النشر والعرض سلطان السلاطين خاقان الخواقين مالك رقاب العباد وحاكمهم وحافظ أهل البلاد وراحمهم المظفر على جميع الأعداء المنصور من إله السماء المؤيد بالنفس القدسية والرياسة الملكية الواصل بفكره العالي إلى أسنى مراتب المعالي البالغ بحدسه الصائب إلى معرفة الشهب الثواقب غياث الحق والدين الجايتو خربندا محمد خلد الله ملكه إلى يوم الدين وقرن دولته بالبقاء والنصر والتمكين وجعلت ثواب هذا الكتاب واصلا اليه أعاد الله بركاته عليه بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. وقال في أول منهاج الكرامة: فهذه رسالة شريفة ومقالة لطيفة إلى. ان قال: خدمت بها خزانة السلطان الأعظم مالك رقاب الأمم ملك ملوك طوائف العرب والعجم مولى النعم منبع الخير والكرم شهنشاه المعظم غياث الحق والملة والدين أولجايتو خربندا محمد خلد الله سلطانه وثبت قواعد ملكه وشيد أركانه وأمده بعنايته وألطافه وأيده بجميل اسعافه وقرن دولته بالدوام إلى يوم القيام قد لخصت فيها خلاصة الدلائل وأشرت إلى رؤوس المسائل من غير تطويل ممل ولا ايجاز مخل وسميتها منهاج الكرامة في معرفة الإمامة. وقال في آخر الموجود من كتاب الألفين: فهذا آخر ما أردنا ايراده في هذا الكتاب وذلك في غرة رمضان المبارك سنة 712 وكتب حسن بن مطهر ببلدة جرجان في صحبة السلطان الأعظم غياث الدين محمد أولجايتو خلد الله ملكه.
وصنف في سفره ذلك الرسالة السعدية. ولعله ألف في سفره ذلك الرسالة التي في جواب سؤالين سئل عنهما الخواجة رشيد الدين فضل الله الطبيب الهمذاني وزير غازان الذي اجتمع به في ذلك السفر الآتي ذكرها في مؤلفاته. قال في مقدمتها كما في النسخة التي رأيناها في طهران في مكتبة الشيخ علي المدرس ما لفظه: يقول العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف بن المطهر انني لما أمرت بالحضور بين يدي الدركاة المعظمة الممجدة الايلخانية أيد الله سلطانها وشيد أركانها وأعلى على الفرقدين شانها وأمدها بالدوام والخلود إلى يوم الموعود وكبت كل عدو لها وحسود وجدت الدولة القاهرة مزينة بالمولى الأعظم والصاحب الكبير المخدوم المعظم مربي العلماء ومقتدي الفضلاء أفضل المحققين رئيس المدققين صاحب النظر الثاقب والحدس الصائب أوحد الزمان المخصوص بعناية الرحمن المميز عن غيره من نوع الإنسان ترجمان القرآن الجامع لكمالات النفس المترقي بكماله إلى حظيرة القدس ينبوع الحكمة العملية وموضع اسرار العلوم الربانية موضح المشكلات ومظهر النكت الغامضات وزير الممالك شرقا وغربا وبعدا وقربا خواجة رشيد الملة والحق والدين أعز الله أنصاره وضاعف أقداره وأيده بالألطاف وأمده بالاسعاف وجدت فضله بحرا لا يساجل وعلمه لا يقاس ولا يماثل وحضرت في بعض الليالي خدمته للاستفادة من نتايج قريحته فسئل في تلك الليلة سؤالين مشكلين فأجاد في الجواب عنهما وأوردت في هذه الرسالة تقرير ما بينه الخ والسؤال الأول انه من المعلوم ان النبي أعلى مرتبة من الوصي وقد قال رب زدني علما كما حكاه عنه القرآن الكريم وقال أمير المؤمنين ع: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا والسؤال الثاني في الجمع بين قوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون فوربك لنسألهم أجمعين وقوله تعالى يومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان. وفي آخرها نقلها من خط الشيخ الجليل النبيل محمد بن علي بن حسن الجباعي وهو نقلها من خط مصنفهما بواسطة وقابله فيها صدر الدين محمد بن محب علي التبريزي ثم نقل عن خطه دام ظله محمد علي بن محمد باقر الحسيني الآملي 17 ذي القعدة سنة 1037 انتهى وقد أسفنا جدا لعدم ذكرنا جواب السؤالين والآن قد غاب عن ذاكرتنا ويمكن الجواب عن السؤال الأول بان قول أمير المؤمنين ع لو كشف لي الغطاء الخ معناه بلوع أقصى درجات الايمان بالله تعالى وأقصى ما يمكن من معرفة الله تعالى وقوله ص رب زدني علما يدل على أن علمه قابل للزيادة وهو لا ينافي بلوغه أقصى درجة الايمان وأقصى ما يمكن من معرفته تعالى. واما الجمع بين ما دل على سؤال العباد يوم القيامة وما دل على عدم سؤالهم بان عدم السؤال هو عما يصدر منهم في ذلك الموقف والسؤال عما صدر في دار الدنيا وقيل لا يسال سؤال استفهام لان الله قد أحصى الاعمال وانما يسال سؤال تقريع. ورشيد الدين هذا هو فضل الله الطبيب الهمذاني وزير غازان خان وأخيه الجايتو خربندا محمد خان المغولي وصاحب الدركاة المذكور المراد به الجايتو الذي تشيع على يد العلامة وكان اجتماعه بهذا الوزير في ذلك السفر الذي حضر فيه إلى عند الجايتو كما مر.
رؤيته في المنام من اخباره ما يحكى ان ولده رآه في المنام بعد موته فسأله عن حاله فقال له لولا كتاب الألفين وزيارة الحسين لقصمت الفتوى ظهر أبيك نصفين وتشبث بهذا المنام بعض العامة فيما حكاه المولى محمد امين الأسترآبادي في أواخر الفوائد المدنية فقال إن العلامة الذي هو أفضل علمائكم يقول هكذا فعلم أن مذهبكم باطل وقال إنه اجابه بعض الفضلاء