بعض كتاب ابن تيمية قال لو كان يفهم ما أقول أجبته ومات في المحرم سنة 726 عن 80 سنة وكان في آخر عمره انقطع في الحلة إلى أن مات انتهى وما أحسن قوله لو كان يعلم ما أقول أجبته وهو صدر بيت ويظهر انه من جملة ابيات وفي مرآة الجنان في حوادث سنة 727 فيها مات بالحلة ابن المطهر الشيعي حسن صاحب التصانيف عن 80 سنة وأزيد انتهى.
أخباره من اخباره ما في رياض العلماء عن السيد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسية ان المترجم أوصى بان يقضي عنه جميع صلاته وصيامه مدة عمره وان يحج عنه مع أنه كان قد حج ونقل مثل ذلك عن الشيخ علي الكركي.
اخباره مع السلطان الجايتو ذكر التقي المجلسي في شرح الفقيه ان السلطان الجايتو محمد المغولي الملقب بشاه خربندا (1) غضب على احدى زوجاته فقال لها أنت طالق ثلاثا ثم ندم فسال العلماء فقالوا لا بد من المحلل فقال لكم في كل مسالة أقوال فهل يوجد هنا اختلاف؟ فقالوا لا، فقال أحد وزرائه: في الحلة عالم يفتي ببطلان هذا الطلاق، فقال العلماء ان مذهبه باطل ولا عقل له ولا لأصحابه ولا يليق بالملك ان يبعث إلى مثله، فقال الملك أمهلوا حتى يحضر ونرى كلامه فبعث فاحضر العلامة الحلي فلما حضر جمع له الملك جميع علماء المذاهب فلما دخل على الملك اخذ نعله بيده ودخل وسلم وجلس إلى جانب الملك فقالوا للملك ألم نقل لك انهم ضعفاء العقول فقال اسألوه عن كل ما فعل فقالوا لما ذا لم تخضع للملك بهيئة الركوع فقال لان رسول الله ص لم يكن يركع له أحد وكان يسلم عليه وقال الله تعالى فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة ولا يجوز الركوع والسجود لغير الله قالوا فلم جلست بجنب الملك قال لأنه لم يكن مكان خال غيره قالوا فلم اخذت نعليك بيدك وهو مناف للأدب قال خفت ان يسرقه بعض أهل المذاهب كما سرقوا نعل رسول الله ص، فقالوا ان أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله ص بل ولدوا بعد المائة فما فوق من وفاته ص. كل هذا والترجمان يترجم للملك كلما يقوله العلامة، فقال للملك: قد سمعت اعترافهم هذا فمن أين حصروا الاجتهاد فيهم ولم يجوزوا الاخذ من غيرهم ولو فرض انه اعلم؟! فقال الملك ألم يكن أحد من أصحاب المذاهب في زمن النبي ص ولا الصحابة قالوا لا، قال العلامة: ونحن نأخذ مذهبنا عن علي بن أبي طالب نفس رسول الله ص وأخيه وابن عمه ووصيه وعن أولاده من بعده. فسأله عن الطلاق، فقال باطل لعدم وجود الشهود العدول. وجرى البحث بينه وبين العلماء حتى ألزمهم جميعا فتشيع الملك وخطب بأسماء الأئمة الاثني عشر في جميع بلاده وامر فضربت السكة بأسمائهم وامر بكتابتها على المساجد والمشاهد. قال المجلسي والموجود بأصبهان في الجامع القديم في ثلاثة مواضع بتاريخ ذلك الزمان وفي معبد بيرمكران لنجان ومعبد الشيخ نور الدين النطنزي من العرفاء وعلى منارة دار السيادة التي تممها السلطان المذكور بعد ما ابتدأ بها اخوه غازان كله من هذا القبيل.
وكان من جملة القائمين بمناظرته الشيخ نظام الدين عبد الملك المراغي أفضل علماء الشافعية فاعترف المراغي بفضله كما عن تاريخ الحافظ ابروا من علماء السنة وغيره انتهى ولاجل هذا السلطان صنف العلامة كتابي كشف اليقين وتاج الكرامة. وحكى هذه القصة صاحب مجالس المؤمنين عن تاريخ الحافظ آبرو وغيره وآبرو لفظ فارسي ترجمته بالعربية ماء الوجه قال حيث وقع في نفس الجايتو محمد خربندا اتباع مذهب الإمامية امر باحضار علمائهم فلما حضر العلامة وغيره من علماء هذه الطائفة تقرر ان يحضر من قبل علماء السنة الخواجة نظام الدين عبد الملك المراغي الذي هو أفضل علماء الشافعية بل أفضل علماء السنة مطلقا فحضر وتناظر مع العلامة في الإمامة فاثبت العلامة مدعاه بالبراهين والأدلة القاطعة وظهر ذلك للحاضرين بحيث لم يبق موضع للشك فقال الخواجة نظام الدين عبد الملك قوة هذه الأدلة في غاية الظهور اما حيث إن السلف سلكوا طريقا، والخلف لأجل الجام العوام ودفع تفرقة الاسلام أسبلوا السكوت عن زلل أولئك ومن المناسب عدم هتك ذلك الستر انتهى قال صاحب المجالس ان الحافظ آبرو نظرا لتعصبه لم يشأ ان يصرح بعجز الخواجة عبد الملك عن الجواب بل قال: وقعت مناظرات كثيرة بين الشيخ جمال الدين ومولانا نظام الدين عبد الملك فاحترمه مولانا عبد الملك احتراما عظيما وبالغ في تعظيمه انتهى.
جوابه للسيد الموصلي في مجالس المؤمنين: ان العلامة بعد ما فرع من هذه المناظرة في مجلس السلطان محمد خربندا خطب خطبة برسم الشكر فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي وآله وكان في المجلس سيد من أهل الموصل كان قد اسكته العلامة في المناظرة اعترض عليه في هذه الخطبة فقال ما الدليل على جواز الصلاة على غير الأنبياء فقال العلامة الدليل قوله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة فقال السيد اي مصيبة أصابت عليا وأولاده ليستوجبوا بها الصلاة؟ فذكر له العلامة مصائبهم المشهورة، ثم قال: واي مصيبة أعظم عليهم من كونك وأنت من أبنائهم تفضل عليهم من لا يستحق التفضيل فضحك الحاضرون وخجل السيد ولله در القائل:
إذا العلوي تابع ناصبيا * لمذهبه فما هو من أبيه وكان الكلب خيرا منه طبعا * لان الكلب طبع أبيه فيه وحكى صاحب اللؤلؤة هذه الحكاية وأشار إلى هذه القصة نور الله في صدر كتابه إحقاق الحق الذي ألفه بعد هذه الواقعة. قال القاضي نور الله ما حاصله ان السلطان غياث الدين أولجايتو عدل عن المذهب الحنفي الذي نشا فيه من الصغر إلى المذهب الشافعي فطلب علماء الإمامية وحضر عنده العلامة ووقعت المناظرة. قال وحضر هذه المناظرة خلق كثير من علماء العامة كالمولى قطب الدين الشيرازي وعمر الكاتبي القزويني وأحمد بن محمد الكيشي ورشيد الدين السيد الموصلي والمولى نظام الدين عبد الملك المراغي انتهى.
ويأتي في حرف الطاء في ترجمة الأمير طرمطار (2) المغولي ما يدل على أن سبب تشيع أولجايتو غير هذا وهو وقوع الاختلاف بين أهل المذاهب أمامه ونفرته منها وذكر الأمير المذكور له محاسن مذهب الشيعة. ويمكن ان يكون